ويتداخل الزخم الدبلوماسي من وإلى العاصمة طرابلس، مع تسابق الدول والمستثمرين على نيل قطعة من كعكة إعادة إعمار شبه كامل للبلد الذي دمرته الحرب الأهلية، وفي مقدمتها العواصم الغربية التي تدرك أن كسب حصة من "الكعكة" الليبية لن يكون سهل المنال، في ظل التنافس الشرس بين الروس والأتراك والصينيين ودول عربية في مقدمتها دول الجوار وخصوصا مصر التي تطمح في إستعادة مكانتها في السوق الليبية التي كانت تستقبل قبل 2011، مليوني مصري.
وبالنسبة لتونس فقد كان الرئيس قيس سعيّد أول رئيس دولة أجنبية يزور ليبيا بعد تشكيل الحكومة الجديدة، وتأمل تونس التي تجتاز أزمة اقتصادية واجتماعية حادّة، في عودة قرابة نصف مليون من اليد العاملة الى ليبيا لتخفيف وطأة البطالة التي تجاوزت معدل 18 في المائة.
ومثلما كانت ثروات ليبيا وموقعها الجيواستراتيجي دافعا لتدخلات القوى الكبرى والإقليمية العسكرية، أصبحت خطط إعادة إعمار البلد سببا في صراع اخر على ليبيا حيث انه وحسب تقرير حديث لوكالة الطاقة الأمريكية فقد ارتفع احتياطي النفط الليبي من 48 مليار إلى 74 مليار برميل، لتحتل بذلك المركز الخامس عالميا. وبمخزونها الاستراتيجي من الطاقة ترفع ليبيا العمر الافتراضي لإنتاجها النفطي من 70 إلى 112 عاما.
كما كشفت الوكالة الأمريكية عن ارتفاع احتياطات الغاز الليبي إلى ثلاثة أضعاف حيث بلغ 177 ترليون قدم مكعب.
وفي تقرير للمجلس الليبي للنفط والغاز يؤكد وجود مناجم يورانيوم بجنوب غرب ليبيا القريبة للحدود مع الجزائر، ومناجم ذهب خام في المنطقة الشرقية القريبة من الحدود مع مصر.
اذن فان سياسة الدبيبة الجديدة والتي فضل من خلالها التعامل مع جميع الاطراف التي كانت متصارعة من اجل اعادة اعمار ليبيا وتغيير طبيعة الصراع من صراع حول من يحكم ليبيا الى صراع حول من يساهم في اعمارها دون اقصاء لاي طرف وذلك ما اكدته زياراته لمختلف الاطراف.
الميثاق