و قال محسن حسن، أنّ منظومة الدعم الحالية تعتبر مثالا صارخا لسوء حوكمة المال العام، باعتبار أنّ أكثر من 80%من الدعم يوجه لغير مستحقيه من السياح و الدبلوماسيين و المستثمرين الأجانب و ذوي الدخل المرتفع عموما، و جزء هام منه يستعمل في غير محله كالزيوت النباتية المدعمة التي تستعل للصناعة أو يضاف لغذاء الحيوانات.
و شدّد حسن، إلى أنّ المنظومة الحالية للدعم شجعت على التهريب نحو البلدان الشقيقة لبعض المواد الأساسية المدعمة أو الأدوية لفارق السعر و كذلك لضعف الدولة و انتشار الفساد.
و اقترح حسن بعض الحلول وفقا لمنهج تدريجي لاصلاح هذه المنظومة شريطة مراعاة الوضع الإجتماعي و التدرج و تحقيق وفاق وطني حول منهجية الاصلاح، و تتلخص هذه المقترحات فيما يلي:
1: تفعيل برنامج تأهيل مسالك التوزيع و مقاومة التهريب و تجريمه و ذلك من خلال خلق جهاز يتمتع بالاستقلالية الإدارية و المالية للمراقبة الإقتصادية و المالية تحت إشراف وزارة التجارة و تطوير التشريعات و مراجعة العقوبات و التشجيع على الدخول للدورة الإقتصادية المنظمة مع تشديد الرقابة .
2: مواصلة برنامج رقمنة و إعتماد سياسة تقفي الأثر لكل المنتجات المدعمة و كذلك الأدوية مع ضرورة وضع نظام معلوماتي جديد للتصرف في الدعم
3-وضع جدول زمني ملزم للانتهاء من وضع منظومة المعرف الوحيد وفق المعايير الدولية و الاستفادة من التجارب الأجنبية وخاصة المكسيكية و الإيرانية و المغربية في مجال وضع قاعدة بيانات متحركة لمستحقي الدعم
4-الاتفاق وفق قواعد علمية حول طريقة احتساب مبالغ التحويلات النقدية للمنتفعين بالدعم و مراجعتها دوريا و استعمال النقديات و التقنيات الجديدة للتحويل .
5-ربط التمتع بالتحويلات النقدية للدعم بالخدمات الصحيةو تمدرس الأطفال
5-الانطلاق في وضع برنامج لتقليص كميات الحبوب المتلفة في تونس و التي تقدرها منظمة الفاو ب 7مليون قنطار و كذلك التحكم في كلفة الشراءات و التمويل و النقل و مكوث الحاويات في الميناء و التي تثقل ميزانية الدعم
6-مراجعة دور الديوان التونسي للتجارة و تأهيله و تركيز نشاطه على توريد و توزيع المواد الاساسية كالسكر و الزيت النباتي المدعم و الحبوب و إعادة التظر في دور ديوان الزيت و ديوان الحبوب .
7-الانطلاق فورا في رفع الدعم على السكر المعد للاستعمال الأسري و تشجيع منظومة اللفت السكري في تونس و دعم تنافسيتها مع العلم بأن تأثير الزيادات الأخيرة في أسعار السكر تاثيراتها محدودة عن القدرة الشرائية للمواطن
8-برمجة رفع الدعم عن الزيوت النباتية المدعمة على مدة 3سنوات مع وضع برنامج للتحويلات النقدية لفاءدة العائلات المعوزة التي قد تتضرر من هذا الإجراء
9-رفع الدعم عن الحبوب و مشتقاته لابد ان يكون آكثر تدرجا و بعد تطوير حوكمة منظومة الحبوب توريدا و انتاجا و توزيعا ،فالوضعية الاجتماعية الهشة تستدعي التريث و عدم المغامرة
10-بالنسبة لدعم الحليب ،لابد من الإنتقال التدريجي من دعم الاسعار عند الاستهلاك الى دعم المنتج مباشرة أسوة بما يحدث في بلدان الإتحاد الأوروبي و هو ما من شأنه أن يقلص الأسعار عند البيع .
11-بالنسبة للمحروقات ،لابد من مواصلة العمل بالية التعديل الآلي للأسعار وفق السوق العالمية لكن وجب التأكيد على ضرورة برمجة تحويلات نقدية لفاءدة ضعاف الحال و خاصة صغار الفلاحين و البحارة و النقل الريفي و قطاع التاكسي للتعويض عن تراجع مداخيلهم ..
12-بالنسبة للدعم الغير المباشر و كذلك دعم قطاع النقل ،اعتقد انه من الضروري قبل رفعه العمل على هيكلة المؤسسات العمومية المنتفعة و دعم حوكمتها و مردوديتها حيث أن رفع الدعم يمكن ان يكون جزءا من الحل وليس كله.