لكن إذا حدث ذلك، فإن تلك الخاصية قد تُحدث تغييراً كبيراً في أنماط تفاعل الأشخاص على شبكة التواصل الاجتماعي.
فعلى سبيل المثال، سيسهل على الأشخاص الاحتفاظ بحسابات مختلفة على المنصة، وإنشاء حسابات منفصلة مخصصة لكل مجموعة من الأصدقاء أو للاهتمامات المختلفة.
علاوة على ذلك، فإن تلك الخاصية تنطوي على تحول كبير في سياسة فيسبوك القديمة التي كانت تشترط ارتباط الحسابات الشخصية بـ"أسماء حقيقية".
وعلى النقيض من إنستغرام، الذي لطالما سمح للمستخدمين بإنشاء حسابات متعددة من دون أن يتطلب ذلك استخدام أسمائهم الحقيقية، فإن فيسبوك كان يلزم المستخدمين بقواعد صارمة -ومثيرة للجدل في كثير من الأحيان- في ارتباط الحسابات بهوياتهم الحقيقية، وكان يعمد بانتظام إلى حظر المستخدمين الذين يتبين استخدامهم أكثر من حساب على المنصة، بل كان يُطلب من المستخدمين أحياناً إثبات هويتهم المرتبطة بالحساب الإلكتروني بتقديمِ نسخة من بطاقة الهوية الرسمية.
أما الآن، فإن المستخدمين ممن يُسمح لهم بحق الوصول إلى حسابات متعددة لن يحتاجوا إلى استخدام أسمائهم الحقيقية إلا في الحساب الرئيسي، ويُتاح للحسابات الأخرى المرتبطة بذلك الحساب أن تستخدم ألقاباً أو أسماء مختلفة ما دامت لا تنتهك القواعد المتبعة، مثل تلك التي تحظر انتحال الهوية.
من جهة أخرى، فإن اتجاه فيسبوك إلى تغيير نهجها المتعلق بأسماء المستخدمين وقواعد ارتباطها بالهوية إنما هو علامة أخرى على شدة اهتمام المنصة بمواجهة التراجع الحادث في عدد مستخدميها. ويتماشى ذلك الاتجاه مع ما قاله مارك زوكربيرغ بأن المنصة ستحدِّث توجهها بغرض التحول إلى منصة أكثر جاذبية للمستخدمين الشباب، وتعزيز فرص منافستها لمنصة تيك توك وغيرها من المنافسين.
بالإضافة إلى ذلك، فإن منصة فيسبوك تخطط لتحديث بارز تسعى به إلى أن تصبح المنصة أكثر تركيزاً على عرض التوصيات، بدلاً من تركيزها الحالي على المشاركات الواردة من الأصدقاء.