الأحد، 24 نوفمبر 2024

الثورة الأمريكية الثانية مميز

12 نوفمبر 2016 -- 09:48:49 671
  نشر في الميثاق اليوم

تناولت صحيفة "أرغومينتي إي فاكتي" نتائج الانتخابات الأمريكية؛ مشيرة إلى أن الناخب الأمريكي قرر الرهان على من حقق "الحلم الأمريكي" وليس على الخبرة السياسية.

أسباب فوز دونالد ترامب:

1 – خيبة الأمل في سياسة باراك أوباما

قبل ثماني سنوات، عاشت الولايات المتحدة لحظات تاريخية؛ حيث انتخب أول رئيس للدولة من أصول إفريقية. وانتظر الجميع من أوباما تجديدا حاسما للبلاد، واختراقات في السياسة الخارجية والداخلية على حد سواء.

ولكن كل شيء عمليا جرى على عكس ما كان متوقعا. فالولايات المتحدة لم تكمل العمليات الحربية في العراق وأفغانستان، واتجهت نحو دعم "الربيع العربي" الذي تسبب في نشوب نزاعات جديدة وظهور "شبه دولة" إرهابية في الشرق الأوسط. كما فشلت عملية "إعادة تشغيل" العلاقات مع روسيا.
كذلك، لم يتمكن أوباما من القيام بالإصلاحات المقررة. وزادت في عهده عمليات قتل الأشخاص من ذوي الأصول الإفريقية من قبل رجال الشرطة في الشوارع. ونتيجة لهذا، قرر الناخبون الذين صوتوا لمصلحته في السابق عدم المشاركة في الانتخابات الأخيرة، وانتظم خصومه تحت راية ترامب.

2 – عصيان "أمريكا البيضاء"

في العقود الأخيرة كانت النخبة السياسية الأمريكية تناقش دائما مسألة حماية حقوق اللاجئين، وذوي الأصول الأفريقية، والمثليين وغيرهم. وبقيت المشكلات التي يعاني منها "البيض" – المزارعون والعمال ورجال الأعمال، الذين يوفرون الرخاء الاقتصادي للبلاد، في الظل مهملة، ولا سيما أن هؤلاء لم يعلنوا صراحة عن عدم رضاهم نتيجة زيادة أعداد اللاجئين غير الشرعيين وغيرهم للمسؤولين التقليديين.

ولكن ظهور ترامب، الذي بدا يتحدث عن هذه المشكلات من دون خجل أو خوف، وتعهده بتخفيض الضرائب للأمريكيين العاملين، كسبهم إلى جانبه وكانوا السبب في فوزه.

3 – ملل الأمريكيين من الساسة التقليديين

إذا عدنا إلى بداية السباق الانتخابي، فسنجد أن جيب بوش الجمهوري وهيلاري كلينتون الديمقراطية كانا المحظيين فيه. أما في الواقع، فكان هذا "تكرارا للماضي" سواء في عهد بوش أم كلينتون. وفي حين أن النخبة الأمريكية لم تشعر بأي ضرر من هذا "الركود"، فإن المواطن البسيط بدأ يشعر بالضيق من بقاء الاثنين في مكانهما.

لذلك، انتهى دور جيب بوش في الانتخابات التمهيدية الحزبية الداخلية. أما هيلاري، فتمكنت بصعوبة من الفوز على بيرني ساندرز، الذي تمتع بشعبية واسعة بين الناخبين. ولكن النزاع الأخير في نهاية الأمر حسم لمصلحة ترامب الذي ليس له خبرة سياسية، بعكس كلينتون التي تسبب تاريخها السياسي بهزيمتها.

4 – "عامل بوتين" لعب دوره ضد من استخدمه

كان أحد الموضوعات الرئيسة التي استخدمها فريق هيلاري كلينتون في الحملة الانتخابية هو "الخطر الروسي". كما اتهموا روسيا بالتدخل في الانتخابات، والإشارة إلى دور "الهاكرز" الروس، وأن ترامب "دمية بيد بوتين". جميع هذه الأمور خلقت لدى الناخبين الأمريكيين شعورا بأن السياسة الخارجية للديمقراطيين أهم من السياسة الداخلية.

أما واقع الحياة الأمريكية بالنسبة إلى المواطن، فهو واقع حياته الشخصية. لذلك فإن خطابات ترامب المكرسة للضرائب ومشكلات اللاجئين وحل المشكلات الاقتصادية، كانت أقوى من حجج منافسته.

5 – خبرة ترامب الناجحة في الأعمال التجارية

دونالد ترامب – شخصية جديدة في السياسة. ومع ذلك، فهو رجل معروف في الولايات المتحدة. ويمكن اعتباره تجسيدا لـ "الحلم الأمريكي" رغم أنه لا يمثل عائلة كبيرة ومؤثرة. فقد حقق ترامب نجاحات في الأعمال التجارية وأصبح مليارديرا. وخلال فترة عمله تعرض لنكسات ونجاحات، ولكنه تجاوز الصعوبات التي واجهته كافة.

ترامب هو ثاني رجل أعمال ناجح في تاريخ الولايات المتحدة، أصبح مرشحا لأحد الحزبين الرئيسيين في البلاد لخوض الانتخابات الرئاسية، وأول من حقق الفوز فيها.

لقد صوت العديد من الأمريكيين لمصلحة ترامب، لأنهم واثقون من أن الشخص الذي نجح في بناء إمبراطورية تجارية ناجحة، سينجح أيضا في حل مسألة زيادة القوة الاقتصادية للولايات المتحدة.

 

 

المصدر:روسيا اليوم

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة