السيد رئيس الحكومة ماذا عن تحويل الاف من الشباب لحطب صراعات اقليمية في العراق و سوريا تحت سمع و بصر الفريق الحاكم و اسهام تنظيماته الدينية و الجمعياتية في عمليات التجنيد و التسفير ..... هل تعتبرها مثلا احد اشكال التضامن العربي و الاسلامي ضمن المحور السعودي التركي.... ام انها محض اجتهاد "ماجور" من الطرف الحاكم في تاويل النصوص الديبلوماسية لتحويل ثوابت سياساتنا الخارجية الى متغيرات متقلبة زئبقية بحسب ما ما يتلائم مع ولائاته الايديولوجية و ارتباطاته الخارجية و احلافه السياسية ....
السيد رئيس الحكومة دعك من كل هذه الملفات القديمة التي قد تثير امتعاض شركائك في الحكم جراء التذكير بدعاوى سابقة لمرحلة الفصل بين الدعوي و السياسي و دعني استفسرك عن التطورات الحاصلة في قضية الزميلين سفيان و نذير المفقودين في ليبيا و حصيلة الجهود الديبلوماسية لتحديد مصيرهما و التي تعتبر درسا خالصا لكل مواطن خيل له في فورة حماس ثوري او موجة تفاؤل مفرط ان جواز السفر التونسي كفيل بان يسبغ على حامله حصانة خاصة ....
السيد رئيس الحكومة ... ادرك ان ثمة اطرافا تسعى لحشر المسالة برمتها في خندق حاد في محاولة لطمس زوايا اقرب رؤية و اشد وضوحا بغاية لي الحقائق و تبرير ما لا يبرر .... بل ان البعض لا يجد غضاضة في توضيف النعرات المذهبية و الطائفية باسلوب ينم عن جهل مدقع و تعصب احمق .... و عليه فلاباس تذكير هؤلاء المتهافتين بان اول من استخدام مصطلح الوهابية في توصيف المذهب الديني السائد في السعودية كان لفيفا من علماء الزيتونة خلال القرنين 18 و 19 و الذين بادروا للتصدي العلمي و المنهجي و الفكري لانحرافات ابن عبد الوهاب و ضلالة معتقده و بالتالي فلا داعي للتلويح بتفسيرات مسقطة تافهة عن الدور الشيعي المشبوه في تسويق عبارة الوهابية لتشويه مذهب "السلف الصالح" و الاساءة لاحد المذاهب الاسلامية "الاصيلة" في ارض الحرمين ...
تبقى نقطة اخيرة لابد من اثارتها ... كن على قناعة حضرة رئيس الحكومة ان كبار علماء هذا المذهب يدركون في قرارة ضمائرهم خطورة العقائد التي يروجون لها كفكر انعزالي موغل في الغلو لا يعترف بالحلول الوسطى لم ينتج عبر تاريخه غير دعاوي التكفير و القتل و التطرف.
وجدي بن مسعود