انتفض وزير الشؤون الدينية عبد الجليل بن سالم ورمى السعودية بحجر عظيم ورجم البيت الوهابي بوابل من سجيل وفعل ما لم يجرؤ عليه سياسي تونسي من قبله.
كلام من العيار المعرفي الثقيل أدلى به الوزيرستكون له ولا شك تداعيات قد تدمر مستقبله السياسي ما لم يجد مساندة حكومية وما لم يجد مساندة اعلامية ترد على ما ينتظر الوزير من هجمة متوقعة من داخل البيت الوهابي وحراسه من الجماعة الاخوانية المتربصة بكل من يجرؤ على تعرية آل سعود وصحبهم.
ففي جلسة استماع امس الخميس أمام اعضاء لجنة الحقوق والحريات بمجلس نواب الشعب لم يتردد الوزير في القول بان الارهاب انما هو من صميم المدرسة الوهابية وهو متخرج منها تاريخيا وأن ما نراه متفرخا في العالم الاسلامي من تشكيلات ارهابية انما هو متخرج من هذه المدرسة التي ترعاه السعودية وتتبناها فكرا ومنهجا، قولا وفعلا. واضاف بانه قال هذا الكلام للأمين العام لوزراء الداخلية العرب وهو سعودي كما ابلغه لممثل الديبلوماسية السعودية بتونس.
وختم الوزير حديثه بالتاكيد على ان انتاج المدرسة الوهابية انحصر في التطرف والارهاب وان المذهب الحنبلي يقوم على فكر اطلاقي يكفر من يخالفهم.
الوزير من خلال حديثه يحمل السعودية ودون مواربة مسؤولية الخراب الارهابي فهو صنيعة المدرسة الوهابية منذ عهد المذهب والسيف الذي صاغه مؤسس الوهابية في القرن18 وما يزال الى اليوم موشوما على راية المملكة.
هذا ما نسميه عودة الوعي المعرفي للوزير عبد الجليل بن سالم والذي نعرف انه قريب من قيادات الاخوان في تونس وحضر تجمعاتهم زمن حكمهم وهو صاحب القول الماثور بان المستقبل في الحكم للاسلام السياسي ويبدو ان تكوينه الاكاديمي وصفته كباحث وكمنتج للمعرفة قد اعادت اليه رشده فصدح بالحقيقة التاريخية وقال ما يجب ان يقوله باحث موضوعي
ونحن معه وسندافع عنه وقد استفاق من غيبوبته...