كيف يمكننا أن نصدق رئيس الكيان الصهيوني يتسحاق هرتزوج عندما يحذر قادة الأحزاب الإسرائيلية من بن غفير، ويقول أن العالم كله خائفٌ منه، وقلق على حالة الاستقرار في المنطقة بسببه، بينما يقوم باستقباله والإصغاء له، ويحترم رأيه ويسجل ملاحظاته، وقد أفرد له موعداً مستقلاً، ومنحه الوقت الكافي ليضع شروطه ويسمي مرشحه لرئاسة الحكومة الإسرائيلية، وقد زاد بعد الفوز غروره وطغت غطرسته، وعلا صوته وزادت عربدته، وبدا أقوى مما كان عليه وأجرأ في مواقفه.
أو كيف نصدق وزير حرب العدو بيني غانتس، القاتل المجرم، الذي لا يفتأ يقتل الفلسطينيين ويعتقلهم، ويدمر بيوتهم ويضيق عليهم، ويحاصرهم ويغلق مناطقهم، عندما يتمنى انتهاء كابوس بن غفير وعدم بقائه طويلاً عضواً في الكنيست أو شريكاً في الحكومة الإسرائيلية القادمة، وكأنه يقول وهو الأسوأ والأكثر تطرفاً منه أنه أفضل منه وأكثر اعتدالاً، ولو أنه كان صادقاً في دعواه وغير كاذبٍ في شكواه، ما كان لينفذ سياسة بن غفير ضد الفلسطينيين، فهو الذي كان يؤمن له اقتحام المسجد الأقصى، وكان جيشه يحميه خلال تجواله وانتهاكه لحرمات وممتلكات الفلسطينيين.
أما الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من دول أوروبا المؤيدة للكيان الصهيوني، فقد علت أصواتها المتخوفة من فوز بن غفير، وكثرت التصريحات المحذرة من سياسته، في الوقت الذي سارع فيه الرئيس الأمريكي جو بايدن وقادة دول العالم بالاتصال بنتنياهو لتهنئته وإعلان الولاء والتأييد له، والتأكيد على مواقف بلادهم الداعمة للكيان والمساندة له، وهم يعلمون أن نتنياهو سيضم في حكومته بن غفير وسموتريش، وسيخضع لهما وسيلبي شروطهما ويحقق مطالبهما، وقد لا يريد فعلاً التخلص منهما والتخلي عنهما، بقدر سعيه للتمترس بهما والتشدد باسمهما.