الجمعة، 22 نوفمبر 2024

على خلفية ارتفاع أسعار الطاقة وارتفاع نسبة التضخم...هل تتجه أوروبا لمراجعة عقوباتها على روسيا مميز

15 سبتمبر 2022 -- 16:05:02 399
  نشر في الميثاق اليوم

تونس/الميثاق

مع دخول الحرب الروسية-الأوكرانية شهرها السابع، بدأت الدول الأوروبية بالترنّح ومراجعة العقوبات التي فرضتها على روسيا، مع بدأ ظهور أزمة طاقية واسعة في أوروبا دفعت بالمواطنين للخروج و الاحتجاج على سياسة بلدانهم القائمة على ارسال مساعدات عسكرية إلى أوكرانيا مُقابل فرض عقوبات اقتصادية على روسيا التي وقع ثقلها على كاهل المواطن الغربي و تسببت في اسقاط حكومات عدّة.

وتبعا لذلك، فقد لمّحت رئيسة الوزراء الفرنسية "إليزابيث بورن" إلى إمكانية لجوء حكومتها إلى لدول المجاورة لإمداد فرنسا بالكهرباء بسبب أزمة الطاقة وتعليق توليد الكهرباء في 50 بالمئة من المفاعلات الفرنسية.

كما تعهدت رئيسة الوزراء الفرنسية، في هذا السياق، بأنّ بلادها ستعمل على إمداد 12 مليون أسرة منخفضة الدخل بالمساعدات لدفع تكاليف الطاقة لمرة واحدة تصل إلى 200 يورو للمشترك، إضافة وضع سقف لأسعار الغاز والكهرباء بحيث لا تزيد على 15 بالمائة لسنة 2023.

و في نفس سياق البحث عن الطاقة، ارتأت ألمانيا بدورها زيادة حصتها في شركة الطاقة Uniper، قد تصل لـ 50 % عوض 30 %،، وفقا لوكالة بلزمبرغ.

ارتفاع أسعار الطاقة، كان له تأثير سلبي على الاقتصاد الأوروبي الذي سجّل رقما قياسيا للتضخم إذ بلغ 8.9 بالمائة في جويلية الماضي.

و في هذا السياق، قال الباحث في العلاقات الدولية عبد المسيح الشامي، إنّ "أوروبا هي الخاسر الأكبر في هذه المعركة، إذ بات أمن أوروبا الاقتصادي والمعيشي على حافة الهاوية، لأن هناك قطاعات مهددة بالانهيار والجميع يعرف أن الطاقة هي عصب الاقتصاد في أي مكان بالعالم".

وشدد الشامي، في تصريح لموقع سكاي نيوز، على أن قدرة أوروبا على التطور مبنية في الأساس على القوة الاقتصادية، لافتا إلى أن معاناة اقتصاد القارة من العديد من الأزمات في الوقت الحالي، فـ"على سبيل المثال قطاع السيارات مهدد بسبب غياب الشرائح التي تدخل في تلك الصناعة لأنها تستورد من روسيا وأوكرانيا بالأساس".

و قد بدأت الدول الأوروبية واحدة تلو الأخرى ترفع الصوت عاليا لرفع العقوبات، السبيل الوحيد لخروجها من المأزق الذي وقعت فيه، و كان آخر هذه التصريحات لرئيس وزراء هنغاريا "فيكتور أوربان"  الذي اعتبر أنّ سياسة العقوبات ضد روسيا لم تحقق غاياتها بل عادت سلباً على أصحابها، مضيفا بالقول:"اعتقدت في البداية أننا أطلقنا النار على قدمنا فقط ولكن تبين الآن أن الاقتصاد الأوروبي قد أطلق النار على نفسه في الرئتين وهو الآن يختنق"

و سبق لرئيس ديوان الحكومة الهنغارية يرغلي غوياش أن حذّر بدوره من أن اقتصاد الاتحاد الأوروبي سيقع في مصيبة إذا تم فرض حظر على استيراد الغاز الروسي.

و بينما مازالت دول التكتل الأوروبي تدرس تعديل عقوباتها على روسيا، فقد كشف تقرير صادر عن البرلمان الأوروبي قُبيل الأزمة الروسية الأوكرانية عن حجم التبادل التجاري بين روسيا والاتحاد الأوروبي، إذ أرسل الاتحاد  3.7 بالمئة من إجمالي صادراته من الأغذية الزراعية إلى الاتحاد الروسي، وحوالي 1.4 بالمئة من وارداته جاءت من ذلك البلد.

و بينما تواصل روسيا إصرارها على استكمال عمليتها العسكري في أوركرانيا، تستمر دول أوربا بدورها بتزويد كييف بأنواع مختلفة من الأسلحة و الدعم اللوجستي، فيما تسعى الأمم المتحدة لإيجاد حل للأزمة عن طريق التفاوض، يبقى المتضرر الأساسي من هذا و ذاك متساكنو العالم أجمع الذين وجدوا أنفسهم متورطين في حرب موازية لكنها حرب من نوع آخر، حرب يخوضوها الانسان من أجل الحصول على غذائه و طاقته حرب من أجل الحياة.

 

مروى بن عرعار

 

آخر تعديل في الجمعة, 23 سبتمبر 2022 20:03

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة