الخميس، 28 مارس 2024

حرية التعبير...أكذوبة العالم الحر مميز

11 ماي 2022 -- 13:32:38 479
  نشر في الميثاق اليوم

تونس/الميثاق

 خصصّت أمريكا والدول الغربية جزءا من دساتيرها وقوانينها للدفاع المستميت عن الحريات الفردية والجماعية وأبرزها حرية التعبير والصحافة وذلك بهدف ترسيخ تسمية العالم الحر التي تدعي هذه الدول اتباعه.

وقد اتخذ ما يُسمي نفسه بالعالم الحر، من حرية التعبير والصحافة شعارا ومثّل هذا الشعار من أهم ملفات الصراع بين الولايات المتحدة وحلفائها "الدول غير الشيوعية" من جهة، ومن جهة أخرى الدول الشيوعية التي اعتبرت معادية للحريات وقد استخدم ذلك الملف بشكل مكثف في الدعاية السياسية خلال الحرب الباردة وما تلاها إلى حدود اليوم.

وتزامنا مع الاحتفال باليوم العالمي للصحافة في ماي الجاري، لسائل أن يتساءل هل أنّ تقديس حرية الصحافة والتعبير في العالم الحر حقيقة، أم لا تعدو أن تكون شعارا سياسيا يتم التخلي عنه كلما تطلبت الضرورة ذلك ليتم الاعتداء على الحرية و التعبير كلما تعارض مع المالح السياسية لتلك الدول.

في هذا السياق، أكدّت خيارات الولايات المتحدة و حلفائها في أروبا، أنّ حرية التعبير مجرد نقطة في صراع دولي، و مجرد شعار مرفوع لتنزيها و تلميع صورتها داخل هذه الدول أو خارجها، و لا تعدو أن تكون شعارا.

و في السنوات الأخيرة، و من خلال تغطية العملية العسكرية الروسية في أوركرانيا، و بالتزامن معها اعتداء المحتل الصهيوني على المقدسات و الشعب الفلسطيني، إذ عمدت وسائل الاعلام الغربية إلى تزييف ما يحصل من احداث في المسجد الأقصى، و حوّلت الاعتداءات على المصلين المسلمين والمسيحيين المدافعين عن الاقصى بمظهر المعتدي ويتم تصوير المستوطنين الصهاينة في صورة أبرياء يُمنعون  من آداء شعائرهم الدينية.

كما قام الاعلام الغربي المُنتمي "للعالم الحر" بفبركة العديد من الاحداث، ممّا لا يدع مجالا للشك بأن حرية التعبير و الصحافة هشّة أمام مصالح الدول، و أنها أيا تخضع للرقابة المسبقة من قبل السلطة و قد تتحول في أحيان أخرى إلى أداة حرب تزور الحقائق.

و لا أدّل على هذه الفبركات، ترويج الاعلام الغربي لمنع اليهود اليهود من الدخول الى الأقصى، و قبل ذلك تزييف الحقائق لما يحدث في سوريا و التجند بهدف تدميرها و عزلها دوليا.

لقد كسب الغرب حربه الميدانية والإعلامية في سوريا، و لولا التدخل الروسي لتحولت البلاد إلى امارة داعشية فعلا

و على غرار سوريا، لا يمكن التغاضي عمّا قامت به احدى القنوات العربية من تزوير في ليبيا قبل سقوط العقيد معمر القذافي، إذ قامت بتسخير مخرجين سنيمائيين  لفبركة قصة حول سقوط باب العزيزية قبل سقوطها فعلا،  كما ساهمت أيضا بمعيّة الاعلام الغربي في ضرب حصار على الرأي المخالف ونقلت الراي الواحد الذي يخدم مصلحة حلف الناتو في تلك الفترة.

وبالعودة إلى ما يحدث في أوكرانيا حاليا، نجد أنّ التحالف الغربي ضرب حصارا اعلاميا على روسيا وعمل على تعطيل وسائل الإعلام التي تنقل وجهة النظر الروسية من الصراع الدائر في اوكرانيا لكي لا يتم كشف حجم التزييف الحاصل للوقائع في الميدان.

و قد سلهم الاعلام الغربي والاعلام الموالي له في العالم العربي وغيرها من البلدان في ضرب الرأي المخالف واقصائه وتدعيم الموقف الغربي بالفبركة وكانت هناك الكثير من الادلة على الفيديوهات التي فبركت من اجل دفع المواطن الاوروبي خاصة الى دعم اوكرانيا في حين فشلت تلك العملية في العالم العربي وفي الدول الافريقية.

و قد وقفت الهياكل والمنظمات الدولية المدافعة على حرية التعبير فقد وقفت عاجزة على مواجهة الهيمنة الغربية على وسائل الاعلام وعلى الاقمار الصناعية واكتفت في اغلب الاحيان بالصمت في حين أصدرت في بعض الاحيان بيانات محتشمة مثل البيان الصادر عن الفدرالية الدولية للصحفيين عندما طردت وكالة الانباء الفرنسية نقيب الصحفيين الفلسطينيين تضامنا مع الكيان المحتل.

ووسط كل هذه الاحداث والمجريات، تبقى حرية التعبير و الصحافة، شعارا فضفاضا و اكذوبة العالم الغربي و الدول الموالية له، لن ترتقي أبدا إلى مرتبة القداسة طالما هي مغلولة بالمصالح السياسية للدول و تحت سيطرتها الرسمية لتنتفي بذلك مهمتها الاسمى و هي تغيير الواقع.

آخر تعديل في الأربعاء, 11 ماي 2022 13:32

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة