لم تكتفي الولايات المتحدة بهذا الحد فبعد خروجها من العراق و باعتبار أنه بلد غني بالذهب الأسود هيئت الأرضية ليحل "داعش الارهابي مكانها و يواصل سرقة نفطها و يواصل مهمة تشتيته و تفتيته ،انتهى داعش بمقتل البغدادي مؤخرا ،لكن مأساة العراق لن تنتهي فاندلعت تظاهرات و احتجاجات أرجاء البلاد مطالبين بتغيير السلطة ،السلطة التي وُضعت بالأساس من قبل البيت الأيبض و حان وقت تخليها عليه ليحل محلها أطراف سياسة أخرى أكثر طواعية لأسيادها الأمريكان.
طبعا استغل الأمركيون هذا الوضع المتذبذب في العراق ليعلن وزير الدفاع الأمريكي في تصريح الأسبوع الفارط أن القوات الأمريكة قادرة على ردع أي صراع في الشرق الأوسط ، مُلمحا إلى اعتزام البنتاغون ارسال أكثر من 14 ألف جندي إلى المنطقة خاصة بعد التوتر الذي عرفته منطقة الخليج.
في جانب آخر، تركيا ببناء دولتها العثمانية الجديدة في القرن ال21، فبعد تمركز قواتها في الشمال السوري بتعلة محاربة المتمردين الأكراد و حماية حدودها من شقهم المسلح "البي كا كا"، أبدى الرئيس التركي رجب الطيب أردوغان استعداد بلاده ارسال قوة عسكرية إلى الأراضي الليبية في حال طلبت منه السلطة الليبية في شقها الممثل في السراج في حين توعد شقها العسكري الذي يمثله خليفة حفتر بإغراق أي سفينة تركية تقترب من المياه الاقليمية الليبية.
بين العراق و سوريا و ليبيا، البلدان العربية الباحثة عن الاستقرار،تلتحق لبنان لتواجه هذه المرة فرنسا و التي اقترحت في شخص رئيسها ايمانوال ماكرون اجتماعا لتشكيل حكومة في لبنان،و فعلا الاجتماع انطلق في باريس يوم الاربعاء 11 ديسمبر الجاري و لكن دون حضور وفد لبناني اصلا،ما يدفعنا للقول بأن فرنسا كنظيراتها تسعى للتموقع في الشرق الأوسط.
مروى بن عرعار