إن التخوف الاوروبي من العائدين يعود لكيفية التعامل معهم دون ملف يدينهم، فتلك الدول تخضع محاكماتها للعائدين للقانون والأدلة وليس للشبهة، ولان تركيا ستسلم العائدين المقاتلين دون ملفات قضائية تدينهم، فإنهم بالضرورة سيتمتعون بالحرية بعد فترة محدودة من الإيقاف لغياب الادلة التي تدينهم مباشرة.. وبالتالي سيكون العائدون قنابل موقوتة وعمليات إرهابية محتملة في كل وقت..
تستمد تركيا قوتها من فاعليتها الإقليمية وتحالفاتها المخابراتية في ملف داعش، فهي التي إستقبلتهم ودربتهم وارسلتهم للجهاد لتسرق نفط سوريا ومصانع حلب، وهي الآن تستثمر في عودتهم لأوطانهم وتبتز بهم الإتحاد الاوروبي بضوء اخضر امريكي يخدم مصالحها..
بالنسبة لتونس يبقى ملف العائدين معقدا، فقد عاد الكثير منهم عبر ليبيا دون علمنا لانهم خرجوا دون المسالك القانونية وبلا جوازات سفر ضمن حملات التسفير، واما البقية فلا نتصور عودتهم إراديا، لانهم ينتظرون مهامهم الاخرى ضمن سياق التوترات الاقليمية والمحلية..
الدكتور عبيد الخليفي