الجمعة، 29 مارس 2024

ملّف العائدين.. كي تتضح الصورة أكثر... مميز

12 نوفمبر 2019 -- 10:38:49 637
  نشر في الميثاق اليوم

 

تونس/الميثاق

 

بدأت تركيا في تنفيذ وعيدها بتسفير 1200 معتقل ينتمون لتنظيم داعش نحو بلدانهم الاصلية، وسرت إشاعات بأن بينهم تونسيون قرابة الثلث عددا، غير ان السفير التركي بتونس صرح اليوم أن لا تونسيين بينهم، وبالتالي تتضح الصورة كونهم من ذوي الجنسيات الاروبية الغربية..

 

إن هذه الخطوة التي اقدم عليها اردوغان تأتي إنتقاما وإبتزازا للأروبيين: إنتقاما من تنديد الإتحاد الاوروبي بالغزو التركي لشمال سوريا، وإبتزازا للمطالبة بموافقة الغرب على منح تركيا حق تحديد منطقة آمنة على الشريط الحدودي وفي العمق السوري ولجم الطموح الكردي في قيام دولتهم..

إن التخوف الاوروبي من العائدين يعود لكيفية التعامل معهم دون ملف يدينهم، فتلك الدول تخضع محاكماتها للعائدين للقانون والأدلة وليس للشبهة، ولان تركيا ستسلم العائدين المقاتلين دون ملفات قضائية تدينهم، فإنهم بالضرورة سيتمتعون بالحرية بعد فترة محدودة من الإيقاف لغياب الادلة التي تدينهم مباشرة.. وبالتالي سيكون العائدون قنابل موقوتة وعمليات إرهابية محتملة في كل وقت..

 

تستمد تركيا قوتها من فاعليتها الإقليمية وتحالفاتها المخابراتية في ملف داعش، فهي التي إستقبلتهم ودربتهم وارسلتهم للجهاد لتسرق نفط سوريا ومصانع حلب، وهي الآن تستثمر في عودتهم لأوطانهم وتبتز بهم الإتحاد الاوروبي بضوء اخضر امريكي يخدم مصالحها..

 

بالنسبة لتونس يبقى ملف العائدين معقدا، فقد عاد الكثير منهم عبر ليبيا دون علمنا لانهم خرجوا دون المسالك القانونية وبلا جوازات سفر ضمن حملات التسفير، واما البقية فلا نتصور عودتهم إراديا، لانهم ينتظرون مهامهم الاخرى ضمن سياق التوترات الاقليمية والمحلية..

 

 

 

الدكتور عبيد الخليفي

 

آخر تعديل في الثلاثاء, 12 نوفمبر 2019 10:45

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة