و يبدو أنّ الأمم المتحدة، قد قسّمت الدول الأعضاء فيها، إلى درجتين أولى و ثانية، فبينما دعت قوات الاحتلال إلى ضبط النفس تجاه الفلسطينيين العزّل، سارعت في آخر تعليقاتها على الحرب الدائرة في أوكرانيا إلى الدعوة إلى فتح التحقيق في أعمال العنف التي استهدفت النساء الأوكرانيات و حماية الأطفال، و المطالبة أيضا إلى وقف الحرب.
يبدو أنّ المنظمة الأممية أيضا لديها تعريف مختلف للاحتلال، إذ تعتبره احتلالا في الدول الغربية، و لكنه ليس كذلك في نظرها في دول أخرى عربية، فجرائم القتل و الاعتقال و المداهمات و الحصار المُسلط على الفلسطينيين، لا يرتقي أن يكون احتلالا من منظور أممي و هو ما نلمسه من القرارات و البيانات على حد السواء.
على الخطى "الأُممية"، اتخذت دول الاتحاد الأوروبي بدورها موقفا مُحايدا تُجاه العنف المسلط على الفلسطيين إذ اعتبره عنفا متبادلا بين المحتلين و أصحاب الأرض، مشددا على ضرورة وضع حد بين الطرفين، و لسائل أن يسأل عن أي عنف متبادل يتحدث الاتحاد عندما تُمارس كل أشكال العنف تجاه مواطنين آمينين في بيوتهم و أين يؤدون صلواتهم؟
الحياد الأوروبي، لم نره في موقف الاتحاد تُجاه الحرب الدائرة في أوكرانيا إذ سارعت أوروبا إلى ارسال الدعم من أسلحة و غيرها إلى أوكرانيا، وقامت بتسليط عقوبات اقتصاد غير مسبوقة على روسيا.