الأحد، 24 نوفمبر 2024

بعد أن أعلن أنه قائد أعلى للقوات العسكرية والأمنية: تخوف واستنكار لخطاب سعيّد الأخير مميز

22 أفريل 2021 -- 09:48:08 214
  نشر في وطنية

تونس/الميثاق/أخبار وطنية

أثار خطاب رئيس الجمهورية قيس سعيّد الأخير، ردود فعل كثيرة وذلك عقب إعلان سعيّد خلال    الاحتفال بعيد قوات الأمن الداخلي بأنه قائد أعلى للقوات الحاملة للسلاح بما في ذلك القوات العسكرية والأمنية، والذي يعتبر تصعيداً جديداً للصراع على الاختصاص بين رأسي السلطة التنفيذية و تواصل لمعركة الصلاحيات.

وقد اعتبر رئيس الحكومة هشام المشيشي أنّ خطاب الرئيس سعيّد خارج السياق، وإنه لا موجب للقراءات الفردانية والشاذة للنص الدستوري، وفق تعبيره، مشدّدّا على أن الأولوية القصوى اليوم هي إرساء المحكمة الدستورية التي تعتبر الهيكل الوحيد للبت في هذه المسائل.

وأضاف المشيشي أن البلاد تعيش ظروفاً صعبة على جميع المستويات وفي كل المجالات، وهي في حاجة إلى خطاب لتجميع التونسيين حول الحكومة والسلطة.

ونددت قيادات سياسية بتصريحات رئيس الجمهورية واصفة إياها بمحاولة انقلاب على الدستور واحتكار تأويل فصوله في ظل غياب المحكمة الدستورية،

 فقد عبّر رئيس كتلة الإصلاح، حسونة الناصفي عن تخوفه على تونس، معتبرا أنّ قيس سعيّد خطر حلّ على تونس منذ استقلالها وهو مشروع حرب أهلية.

السياسي أحمد نجيب الشابي بدوره علّق على الخطاب بالقول إنّ: "قيس سعيد يقود انقلاب عبر مواقف تسلطية احادية تعطل دواليب الدولة.

قياديو حركة النهضة أيضا علقوا على الخطاب، إذ وصف خليل برعومي تصريحات سعيد بأنها "انقلاب واضح على القانون والدستور بتأويل فردي دون استشارة أو تنسيق مسبق".

وتابع برعومي -في تدوينة عبر حسابه على فيسبوك- "غير مسموح الزج بالقوات الأمنية في طواحين الشعبوية".

أما الناطق الرسمي باسم النهضة فتحي العيادي، قال إن خطاب سعيّد غير موفق في وقت تمر فيه البلاد بأزمات كثيرة والمفروض أن يكون جامعاً التونسيين لمواجهة هذه الأزمات.

وأكّد العيادي أن الرئيس يتجه نحو هدم التجربة الديمقراطية وخرق الدستور وتغيير النظام السياسي وفق ما يراه هو مناسباً.

المدير التنفيذي لحزب أمل تونس رضا بلحاج، اعتبر أن ما ورد في خطاب قيس سعيد اليوم ''خطير وخرق إضافي للدستور بعد موضوع آداء اليمين''.

وكتب بلحاج ''ما ورد في خطاب سعيد من أن القانون الذي صدر سنة 2015 والذي بمقتضاه تم توزيع الصلاحيات بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة في ما يتعلق بالتسمية  بالوظائف العليا المدنية والعسكريّة غير دستوري وأن النص الدستوري أعلى مرتبة وبالتالي لا يعترف بهذا القانون فهذا الكلام خطير وهو يعد خرقا إضافيا للدستور بعد ما وقع في موضوع أداء اليمين و المحكمة الدستورية''.

وتابع ''فقانون 2015 صدر تطبيقا للفصل 78 من الدستور الذي جاء فيه :  يتولى رئيس الجمهورية بأوامر رئاسية : _ التعيينات والإعفاءات في الوظائف العليا العسكرية والدبلوماسية والمتعلقة بالأمن القومي بعد استشارة رئيس الحكومة. وتضبط هذه الوظائف العليا بقانون . فقانون 2015 جاء تطبيقا للفصل 78 من الدستور ونوقش أمام مجلس نواب الشعب وتحصن قضائيا بعدم إلغائه من طرف الهيئة الوقتية لمراقبة دستورية مشاريع القوانين وعدم رده من طرف رئيس الدولة وبالتالي أصبح قانونا  من قوانين الدولة ولا يمكن لرئيس الدولة أن يخرقه وإذا أراد تغييره فيمكن له إقتراح مشروع قانون لتغييره أو تنقيحه طبق أحكام الفصل 62 من الدستور . فهذا هو المنطق الدستوري ومنطق الدولة وخلاف ذلك يعتبر خرق للدستور وتعطيل لمؤسسات الدولة''.

عدا السياسيين، علّق عدد من النشطاء و الخبراء و القضاة على تصريحات رئيس الجمهورية، إذ أكّد العميد مختار بن نصر أنّ قوات الأمن الداخلي ليست من مشمولات رئيس الجمهورية ولا تعتبر قوات مسلحة أصلا.

الأستاذ عياض بن عاشور، اعتبر أنّ رئيس الدولة يمهد لإنتصاب ديكتاتورية جديدة ستقوم باغتيال الحريات.

من جهتها اعتبرت المحامية سنية الدهماني، أنّ تصريحات سعيّد محاولة للسطو تصريحات على صلاحيات غير دستورية وهو ما سيدفع لخلق فتنة داخل المؤسسة الأمنية، متابعة أنّ محاولات "التغول الدستوري رئيس الجمهورية ينذر بعواقب وخيمة تهدد المسار الديمقراطي في تونس.

المقرر العام للدستور الحبيب خضر أكّد بدوره أنّ  الدستور نفسه يميز بين القوات المسلحة وقوات الأمن الداخلي في الفصل 17 ، وكل سعي لاعتبار القيادة العليا للقوات المسلحة شاملة للأمن الداخلي خرقا آخر للدستور .

من جهته، كتب الصحفي منذر بالضيافي تعليقا على الخطاب ما يلي:

أعاد خطاب رئيس الجمهورية قيس سعيد بمناسبة الذكرى 65 لعيد الأمن الوطني التونسيين أكثر من 10 سنوات للوراء، وأثار كل الاتهامات السابقة التي كانت توجه لوزارة الداخلية، بأنها الذراع القوي الذي حكم به بن علي وقبله الرئيس بورقيبة، وأن البناية الرمادية التي تتربع في شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة، هي التي تتحمل  “وزر” كل ممارسات النظام التسلطي في العهدين ما قبل 11 جانفي 2011، و ما صاحب ذلك من “شيطنة” و “تصفية حسابات” مع هذه المؤسسة، وما تسبب من مظالم واعتداءات في حق المؤسسة والمنتسبين اليها، وهو ما ألحق ضررا بأمن البلاد والعباد.

 

 



.

آخر تعديل في الخميس, 22 أفريل 2021 09:50

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة