كذلك عندما تتدخل إيران في سورية او في اليمن فليس بالمجان... وانما هي تقوم بنفس الأعمال التي قامت بها في العراق من تفكيك للبنى الصناعية ونقلها الى الداخل الايراني او الاستحواذ عل محاصيل الفلاحة او الصناعات التقليدية... كما هي تسوق سلاحها وبضاعتها خاصة وانها هي من يتحكم في مسالك التهريب والاحتكار والتجارة... وايران إذا دفعت بعض الدولارات هنا أو هناك من أجل شراء ذمم بعض الصحفيين أو "الشخصيات السياسية المستقلة"، أو خلق بعض الأذرع السياسية من أحزاب أو جمعيات... فإنما ذلك من فتات ما حصلت عليه من ثروات العراق وسورية واليمن... وهو "استثمار في المستقبل"كما يقال...
إذا ثروات إيران أين هي... هذا مالا تريد أمريكا ولا غيرها كشفه... في إيران هناك ما يشبه الأبارتيد... أبارتيد من نوع خاص يتمثل في التمييز بين شعب النظام وبين البقية من الشعوب الايرانية... شعب النظام هو رجال الدبن وعددهم ليس هينا فهو بالملايين... ثم الشرطة العقائدية "الباسيج" والحرس الثوري وموظفي الدولة العقائديون والطلبة العقائديون ... ويشكل مجموع هذا الشعب بين ربع وثلث مجموع سكان ايران... يتمتع شعب النظام كل حسب موقعة ودرجته وقربه من النواة الصلبة في النظام وقوامها حوالى 100 الف "آية الله" و"حجة اسلام"و"مولى"و"شيخ"يمسكون بعصب الإدارة والأمن والتجارة ومنهم تتحدد الرؤية والاستراتيجيا والتكتيك... شعب النظام تغدق عليه الثروة ويتمتع بالملذات والمفاخر في حين يحرم منها بقية ابناء الشعوب الإيرانية...
أمريكا وكذلك الدول الأوروبية لا تريد أن تكشف حقيقة نظام الابارتيد هذا... وهو أبارتيد حقيقي يضاف إلى التمييز المذهبي ، و الاذلال و الالحاق القومي التي يمارسه اتباع المذهب الجعفري الاثني عشري على بقية المذاهب او الايرانيون الفرس على بقية القوميات و خاصة العرب... حتى الجانب التسليحي او الابحاث النووية او التدخلات الخارجية هي لخدمة نظام الابارتايد ذالك وتوسعة قاعدته... سياسات تقرر داخل النواة الصلبة المغلقة للنظام ولخدمة ذلك الهدف الابارتبد والاذلال والالحاق القومي داخل إيران والتدخلات التوسعية على حساب العرب والاستثمار في شراء الذمم وبناء الأذرع السياسية والعسكرية... بذلك المنطق البدائي الذي عرفته الشعوب القديمة...
نظام الملالي اليوم جاوز في سياسته القمعية ما ابتكرته الفاشية نفسها... فزج بالشعوب الإيرانية في مواجهة بعضها البعض... عندما دفع بأنصاره من الحرس الثوري والباسيج بزي مدني على أن يحتلوا الشارع فيما قال انه مسيرات داعمة له... عندما اغلق وسائل التواصل الاجتماعي وفي نفس الوقت يهدد أبناء الشعوب الايرانية عبر الإرساليات القصيرة ويحذرهم من المشاركة في الاحتجاجات المناهضة للنظام، عندما يدفع بمخربين محترفين للتكسير والنهب والحرق لاتخاذ ذلك تعلة لمزيد مت قمع المحتجين ... الادارة الامريكية تقدم اكبر دعمها لنظام الملالي؟؟
بقلـــــــــم : عثمان بلحاج عمر