كما اتهمها بدعم الكيان الصهيوني الغاصب والمحتل لشعب مضطهد ومشتّت في كامل أنحاء العالم ، واتهم أمريكا بمشاركتها مع المملكة العربية السعودية في قتل اليمنيين والإغارة بطائراتهم القاتلة على دولة مستقلة والاعتداء على المدنيين فيها.
واتهم الادارة الأمريكية بدعم تحالف دولي كبير عمل على محاربة ايران وتدمير بنيته التحتيّة وقتل شعب بأكمله وفرض حرب عالمية عليه دامت ثماني سنوات
واتهمها بقتل السوريين ودعم الارهابيين في سوريا .
وختم بقوله لا يخيفنا التهديد ونحن ماضون في طريقنا لمواجهة العنجهية الأمريكية بدون خوف أو تهور ، وماضون في استئصال الارهاب والدواعش من المنطقة كلها والاستمرار في الحرب عليه إلى آخر لحظة .
وغمز على "ترامب" بقوله أنت لا تفهم ولم تقرأ التاريخ وأدعوك أن تذهب لقرائته .
في كل هذا أعجبني رد "ماكرون" حين قال ان " خطاب ترامب يحشّم ، وسيكون من أوّل زائري ايران لتأكيد رفض فرنسا مراجعة الاتفاق النووي مع ايران، ورفضه تهديدات أمريكا لها .
الموقف الروسي والصيني ثابت وداعم للجمهورية الاسلامية وللإتفاق النووي المُبرم ، كما أن موقف الاتحاد الأوربي كان قويّا وواضحا ومباشرا وقد عبّرت عنه وزيرة خارجيته السيدة " مغريني" حين قالت "نحن نرفض التراجع عن التزامنا بالاتفاق النووي كما نرفض ادعاءات وبلطجيّة " ترامب" ونعتبر أن ايران تملك المنطق والحكمة والإيفاء بالتعهدات"
السعودية والامارات والبحرين و" اسرائيل " قالوا أنهم مع المخطط الاستراتيجي الأمريكي لمحاصرة إيران ومراجعة الاتفاق النووي عدد 2231 وبذلك انخرطوا في أهم جريمة تاريخية وقانونية قامت بها الإدارة الامريكية وهي محاولة نقض اتفاق تم في مجلس الأمن وبهكذا سلوك التقى الكوبوي الأمريكي مع بول البعير الخليجي ضد القانون الدولي الانساني ، ولكنهم فشلوا وأخفقوا وخسئوا.
أمريكا بغبائها فكّتْ ارتباط الأوربيين بالهيمنة الأمريكية وخسرت بذلك حلفائها التقليديين في مقابل الكسب الاستراتيجي الايراني لحلفاء جدد أوربيين وآسياويين.
ايران كسبت التحام شعبها بسلطتها وجيشها في مقابل الانشطار المجتمعي حول موقف ترامب وتهديده للسلم الداخلي والدولي،فموقف الحزب الجمهوري ذاته الذي ينتمي اليه الرئيس لم يعد متماهيا مع موقف زعيم الحزب وهو ما يُؤشّر على تشرذم الموقف المجتمعي والسياسي .
أمريكا جلبت حلفاء جدد إليها خاضعين وعملاء مستعبَدين كدول الخليج التي طالما تشدقوا بدعمهم للقضايا العادلة كالقضية الفلسطينية ليؤكدوا انخراطهم في المشروع الصهيو- أمريكي وهو الانفصال الحقيقي بين مشروعين اثنين متباينتين مشروع الممانعين المساندين للقضية الفلسطينية ومشروع المطبّعين والمتصهينين.
نختم ونقول أن الأقوياء الشرفاء الذين أعزهم الله لا يُعْطوا الجزية أو الفدية عن يد وهم صاغرون, كما أنهم يلتزمون بالعهود مهما كان ثمنها مؤلما
أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ
لقد فشل ترامب في التحريض ضدّ ايران وشيطنتها وعوض أن يمزق الاتفاق فقد مزّق آخر قطعة القماش التي تغطّي بها أمريكا عورتها وكشف نقضها للعهود وغدرها بالعرب والمسلمين والانسانيّة أجمعين وذلك على مرّ التاريخ .
إنّ السيف البتّار والصاروخ العابر وامتلاك العلوم والمختبرات والاستثمار في الأدمغة والعقول هي سبيلنا الوحيد للتحرر من الاستعمار والنجاة من الاستحمار والانتصار على من يزعمون أنهم كبار " وللّه العزّة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقون لا يعلمون " صدق الله العظيم .
من اعتز بغير الله ذلّ .
لقد ذهب زمن الهزائم وحلّ زمن الانتصار.
ونفتخر بمحبي آل البيت من قوم سلمان الفارسي الذين أكسبونا العزّة بعد إذلال تبعية واستعباد.
زهير مخلوف