هذا التطور السريع للأحداث يدفعنا إلى التساؤل حول مصير التنظيم الإرهابي ،فهل ستكون هزيمته المادية على أرض المعركة في الموصل و هزيمته المعنوية لما يمثله البغدادي من سند معنوي للمقاتلين الارهابيين في صفوف داعش الضربتين القاصمتين لظهر التنظيم؟
بوادر النهاية و الفشل ل"داعش" تتجلى في مظاهر الانقسام التي بدأت تظهر في صفوف التنظيم فور إعلانه في البيان عن موت "الأمير"،و الذي دُعي فيه في الآن ذاته إلى رصّ الصفوف و موصلة القتال إلاّ أن هذه الدعوة تحولت في تلعفر بالموصل-مكان صدور البيان-إلى اقتتال داخلي في صفوف الدواعش رافقتها حمله إعتقالات موسعة في صفوف الدواعش"البغداديين".
و بالعودة إلى ردود الفعل الرسمية و منها الأمريكة خاصة فقد كانت دائما بالتردد و عدم التأكد،فأول ما نشرت وكالات الأنباء العالمية في شهر جوان خبرا مفاده أن وزارة الدفاع الروسيى رجحت مقتل البغدادي في أحد الغارات التي نفذها سلاح الجو الروسي في سوريا في الـ28 من شهر ماي الماضي،كانت الولايات المتحدة الأمريكية أول من ألدت عدم ثقتها في صحة الخبر.
هذا التمسك الأمريكي بعدم صحة خبر مقل البغدادي-حتى بعد اعتراف"داعش" بالخبر و تأكيده- يفتح باب الشك أو ربما تأكيد أن مصلحة الأمريكان في الشرق الأوسط تقتضي استمرار تواجد "الدواعش في المنطقة و تنفيذ مشروع التقسيم.
خلافا لذلك و كتأييد لما سبق فبالعودة للتاريخ القريب فإن الضربات الجوية الأمريكية التي استهدفت الجيشين العراقي و السوري في مرحلة كان فيها الجيشين في مرحلة مُتقدمة في صراعها ضد الارهابيين الدواعش و قد أيدت وزارة الخارجية دعم امريكا للارهاب اذ قال المتحدث باسمها بهرام قاسمي عقب الهجوم الاخير على مطار الشعيرات في شهر أفريل الماضي "نعتقد أن هذه الهجمة تمت في وقت يقف فيه المنفذون والمستفيدون من ضرب خان شيخون وراء الستارة، ما سيؤدي إلى تقوية الإرهاب وتعقيد الأمور في سوريا أكثر".
و بين تأكيد و يبقا مصير البغدادي مجهولا إلى حين اشعار آخر يكون داعشي أو أمريكي!!
مروى بن عرعار