المهنية وبفقدان الطموح يغيب الأمل وبغياب الأمل يكون الفشل للموظف كما للمؤسسة.
هذا هو حال اغلب موظفينا اليوم وما الحالة التي وصلت اليها الإدارة التونسية إلا نتيجة لما أشرتُ إليه في المقدمة.
المشكل أن حكومتنا الموقرة ووزرائها وبنسبة 98% منهم لم يجلسوا أبدا على كرسي الإدارة التونسية ولم يتدرجوا في وظائفها من موظف عادي إلى مدير عام مرورا بمختلف الرتب الإدارية لذلك كانت رؤيتهم دوما فوقية غير قادرة على ملامسة الواقع المرير الذي تردت فيه الإدارة التونسية.
وضع مرير يسوده التسيب والمحسوبية والفساد لم أرى مثله في مسيرة 30 سنة داخل الادارة التونسية وفي مواقع مختلفة يجعلك في بعض الأحيان تفكر بعمق إلى أين نسير بتونس؟
هل أن من يتحدثون عن مستقبل تونس بتفاؤل واعون بما تعيشها هذه الإدارة التي بقيت وحيدة صامدة بعد غزوة شارع الحبيب بورقيبة في 14 جانفي 2011 ؟ عفوا استعملت مصلح غزوة لأنه إذا ما اعتبرنا ما جرى منذ ست سنوات ثورة فلا بد أن نؤرخ لذلك بتاريخ بدايتها 17 ديسمبر 2011 كما يؤرخ لكل الثورات في العالم وتكون 14 جانفي غزوة في مسار الثورة وكما تلاحظون هنا أيضا فإن الاستثناء دوما تونسيا كما يقول البعض ...
مسؤولون على رأس وزارات ومؤسسات عمومية في أغلبهم لا همّ لهم إلاّ "البرستيج "الزائف لأن "البرستيج" الحقيقي للمسؤول هو كفاءته ونظافة عقله ورجاحته الذين يُعدُّون إحدى السمات الأساسية لشخصية المسؤول الناجح ولو أن الإستثناء الايجابي موجود ولكن بقلة قليلة.
متى نستفيق ؟ وهل أن الحكومة تدرك ذلك وتعمل على تلافيه قبل الطوفان.