و بالعودة إلى التاريخ القريب، يمكن القول أن هناك علاقة بين ما شهدته فرنسا من هجمات متتالية وموقفها مما يحصل من أحداث في الشرق الاوسط، فبعد ان كانت الحكومة الفرنسية ترى أن سقوط نظام الأسد مسألة وقت وقد انظمت صراحة الى التحالف الداعم لتخريب سوريا والمتكون خاصة من تركيا والسعودية وكيان الاحتلال الصهيوني، واثر الهجمات الاولى ظهر وزير خارجيتها وتراجع عن هذا الموقف، مشير إلى أن المسألة تتطلب وقتا أطول.
واثر ذلك و تحديدا في شهر أكتوبر 2015 جاء تصريح الرئيس الفرنسي اثر لقاءه مع الرئيس الروسي الذي اظهر التحول الجذري في الموقف الفرنسي بقوله :"علينا العمل بروح "جنيف"، والسعي لمساعدة تشكيل حكومة في سوريا مبنية على أساس التوافق الجماعي، لتشمل أوسع شريحة من السكان". على الميدان أعلنت السلطات الفرنسية حربها على التنظيمات المتطرفة في سوريا و أبرزها تنظيم "داعش"الارهابي و قد قام سلاح الجو الفرنسي بشن عديد الضربات الجوية على معاقل التنظيم الارهابي في العراق مما كبده خسائر كبيرة دفعت التنظيم الارهابي إلى القيام بخطوات انتقامية تجاه الفرنسيين بتنفيذ هجمات ما يُعرف بالذئاب المنفردة في فرنسا ،كما توعد التنظيم بمزيد منها.
و لسائل أن يسأل هل أن ما تتعرض إليه فرنسا من ارهاب يتبناه دائما تنظيم داعش الارهابي يُعتبر ربما ورقة ضغط على الفرنسيين من قبل تركيا و حلفاؤها للعودة إلى دعم الفوضى "الداعشية"في سوريا؟