تونس/الميثاق/ إعداد: ريمان بارود
نور تونسية في مقتبل عمرها، تتمنى كأي فتاة أن تمتلك قواماُ ممشوقاً، لذا قررت في يوم من الأيام أن تتخلص من وزنها الزائد، فتوجّهت إلى أحد المصحات بالعاصمة تونس لإجراء عملية قص المعدة، وهي تقنية جراحية تستخدم للمساعدة في إنقاص الوزن الزائد، وذلك من خلال إحداث تغيير في حجم المعدة حتى يشعر الشخص بالشبع بشكل أسرع وتناول كميات أقل من الطعام.
لكن لم تكن تعلم نور أنها على موعد مع معاناة جديدة لم تكن بالحسبان. بعد انتهاء العملية استيقظت نور لتجد نفسها في غرفة الإنعاش، سألت طبيبها باستغراب عن سبب تواجدها في هذا المكان، ليخبرها بأنها تعاني من مضاعفات نتيجة مرضها بفقر الدم. أخبرتنا نور أن الطبيب كان يعلم مسبقاً بمرضها بفقر الدم لكن طمأنها بأنه لن يؤثر على عمليتها، وطلب منها قبل إجراء العملية الجراحية التوقيع على تعهد بتحمل مسؤولية أي مضاعفات قد تنتج.
أصيبت نور بصدمة نزفية كادت أن تفقدها حياتها، وبعد قضاء أربع ليال في غرفة الإنعاش، خرجت منها بسلام، لكن لاحظت بأن جرحها غير عادي، مصحوب بإفرازات غريبة ذات رائحة كريهة، إلى جانب إصابتها بالحمى وآلام شديدة. استكملت نور حديثها معنا وهي تستذكر صدمتها بعد أن أخبرها طبيبها بأن عليه إعادة فتح جرحها، لأنها أصيبت بعدوى المستشفيات (Infection Nosocomiale) انتقلت لها من غرفة الإنعاش، وهي عدوى أو إنتان يكتسبه المريض بعد دخوله المستشفى. أي لم يكن مصاباً به عند دخوله المستشفى ولا يظهر إلا بعد 72 ساعة أو أكثر من دخوله إليه.
تقول نور أن الطبيب ارتكب خطأ بعدم وضعها في غرفة إنعاش خاصة بمرضى العمليات التجميلية، بل وضعها في غرفة المرضى الذين يجرون عمليات طبية مما أصابها بالعدوى. حاولت نور أن تستفهم لماذا وضعوها في هذه الغرفة، لكن لم تجد أي إجابة مقنعة.
قام الطبيب بإعادة فتح الجرح من الصفر لتنظيفه وتعقيمه، لتبدأ نور بمرحلة جديدة من تلقّي المضادات الحيوية والعديد من الحقن.
تعبت نفسياً، أردت فقط إنقاص وزني لكن خسرت الكثير من المال والوقت. فقدت الثقة في كل الأطباء وكل من يعمل في تلك المصحة. وصلت لمرحلة صعبة، أصبحت نفسيتي مشوهة كالجرح الذي تركه الطبيب في جسدي" تقول نور في وصفها لحالتها الصحية.
وعن سؤالنا لها عما اذا قاضت الطبيب، أجابت بأن الوثيقة التي وقعتها قبل إجراء العملية لا تكفل لها أي حقوق لأنها تعهدت بتحمل المسؤولية عن أي مضاعفات تنتج عن العملية. إلا أن نور تؤكد لنا أنها لم توقع إلا بعد تطمينات الطبيب بأنه لن يحدث لها أي مضاعفات أو أي نتائج سلبية.
تجميل قاتل يودي بحياة أكثر من عروس تونسية
في 25 نوفمبر 2021، استيقظت تونس على خبر وفاة العروسة كريمة الرايس (36 عاماً)، أثناء إجراء عملية تجميل في إحدى مستشفيات تونس.
في تفاصيل الحادثة، قررت كريمة قبل شهر من فرحها إجراء عملية شفط دهون، وبحسب عائلتها فإن كريمة كانت مصرة على إجراء العملية رغم تحذيرات الأطباء، فقد تواصلت مع طبيبين وكلاهما رفضا إجراء العملية بدعوى عدم وجود أي دهون لشفطها. إلا أن طبيبة بإحدى المصحات الخاصة وافقت على إجرائها، وحددت لها موعد على أن تتم العملية خلال ثلاث ساعات. لكن عند إجرائها، استغرقت العملية أكثر من سبع ساعات، لتخرج من غرفة العمليات جثة هامدة، وبدلاً من أن تزف إلى عريسها، زفّت إلى مثواها الأخير بسبب خطأ طبي أثناء إجراء العملية التجميلية.
بعد عام من وفاتها، تم إيقاف الطبيبة بعد ثبوت وجود خطأ طبي أثناء إجراء العملية.
كريمة الرايس ضحية عملية تجميل
لم تكن كريمة الضحية الوحيدة، فقد سبقتها راوية الفورتي في عام 2020، التي كانت أيضاً عروس تستعد للزواج، إلا أنها لم تكن تعلم أن "العملية البسيطة" ستودي بحياتها. طمأنتها الطبيبة الى سهولة وبساطة العملية وعدم وجود ما يستدعي القلق، لكن بعد ست ساعات من بدأ الإجراء، تم إبلاغ عائلتها بأن وضعها خطير وتعاني من مضاعفات، ليتم إعلان وفاتها لاحقا.
بحسب عائلتها، فإن وفاة راوية ناتجة عن خطأ طبي رفضت الطبيبة المباشرة أن تعترف به، مصرة على أن وفاتها طبيعية ناتجة عن سكتة قلبية أصيبت بها أثناء العملية. مما دفع أهلها للمطالبة بتشريح الجثة ليتبين فيما بعد أنها وفاتها كانت مسترابة على خلاف ما تم إدراجه في الشهادة الطبية.
كريمة الرايس ضحية عملية تجميل
هناك العديد من الضحايا مثل كريمة وراوية، هدفهم الوحيد تجميل أنفسهم والظهور بأبهى صورة. تغريهم معايير الجمال الحديثة، باحثين عن الكمال من خلال عمليات تجميل، قد يتعرضون بسببها لخطر الموت أو الإصابات بعاهات دائمة.
عمليات التجميل في أرقام
في الفترة الأخيرة زاد اهتمام العالم بعمليات التجميل. في عام 2021 أجريت أكثر من 30 مليون عملية تجميل، منها 12 مليون و800 ألف جراحية، و17 مليون و500 ألف غير جراحية. أكثر فئة عمرية تجري هذه العمليات تقع ما بين 35 – 50 سنة، وذلك بحسب آخر إحصائية أصدرتها الجمعية العالمية لجراحة التجميل (ISAPS) في عام 2021.
https://datawrapper.dwcdn.net/TqzJs/1/
لم تكن كريمة الضحية الوحيدة، فقد سبقتها راوية الفورتي في عام 2020، التي كانت أيضاً عروس تستعد للزواج، إلا أنها لم تكن تعلم أن "العملية البسيطة" ستودي بحياتها. طمأنتها الطبيبة الى سهولة وبساطة العملية وعدم وجود ما يستدعي القلق، لكن بعد ست ساعات من بدأ الإجراء، تم إبلاغ عائلتها بأن وضعها خطير وتعاني من مضاعفات، ليتم إعلان وفاتها لاحقا.
بحسب عائلتها، فإن وفاة راوية ناتجة عن خطأ طبي رفضت الطبيبة المباشرة أن تعترف به، مصرة على أن وفاتها طبيعية ناتجة عن سكتة قلبية أصيبت بها أثناء العملية. مما دفع أهلها للمطالبة بتشريح الجثة ليتبين فيما بعد أنها وفاتها كانت مسترابة على خلاف ما تم إدراجه في الشهادة الطبية.