احتفالات الترشح لنصف النهائي بين القمع والاعتقال:
قمع واعتقالات طالت الجماهير المغربية في العاصمة الاسبانية مدريد والفرنسية باريس الأحد الماضي بعد ترشح "أسود الأطلس" إلى الدور النصف نهائي لمونديال 2022، على حساب البرلتغال.
و قد أثبتت الممارسات الغربية في العاصمتين، أنّ العالم الغربي يُناقض نفسه في علاقة بحرية التعبير و الدفاع عن حقوق الانسان، التي لطالما تشدّق السياسيون الغربيون، دائما وأبدا في كل فرصة تُتاح لهم في المنابر الإعلامية بحرية التعبير وتنتقد ما تعتبره تضييقات في الدول العربية وغيرها من الدول النامية.
جانب من احتفالات الجماهير المغربية في العاصمة الاسبانية مدريد
في 6 ديسمبر الجاري، و قُبيل انطلاق مباراة الربع نهائي بين المغرب و اسبانيا، أقدمت الشرطة الاسبانية على تعزيز حضورها في عدد من المدن المعروفة بتواجد جالية مغربية مهمة، على غرار العاصمة مدريد و بعض مناطق كاتالونيا و ومورسيا ، وفالنسيا ، ومناطق في الأندلس ، مثل توديلا (نافارا)، وكذا في المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية.
و قد تم نشر وحدات من التدخل السريع UIP و UPR ، لتكون في حالة تأهب في حالة حدوث أحداث شغب، وفقا لما أوردته وسائل إعلام محلية حينها.
في باريس، "عاصمة الأنوار"، أقدمت الشرطة الفرنسية على اعتقال أكثر من 100 مشجع مغربي في منطقة باريس الكبرى خلال أعمال عنف اندلعت فجر الأحد الماضي، بعد أن وصل منتخب “أسود الأطلس” إلى دور نصف نهائي كأس العالم لكرة القدم المقامة في قطر.
وحسب ما أفادت به الشرطة الفرنسية، فإنّ المعتقلين سيواجهون تهم الإضرار بالممتلكات والعنف الموجه إلى قوات حفظ القانون والنظام، مشيرا إلى أن البعض انضموا فقط إلى جماعات المشجعين بغرض ارتكاب أعمال عنف.
وأوضحت الشرطة أيضا، أنّ حوالي 20 ألف مشجع للمنتخب المغربي تجمعوا في الشانزليزيه في احتفال بفوز فريقهم في قطر، وكان الاحتفال سلميًا في البداية.
وأفادت مصادر إعلامية فرنسية بأنه تم اعتقال 70 مشجعا في مدن تولوز وأفينيون ونانت وفالنس أثناء الاحتفالات بتأهل المنتخب المغربي.
لاعبو المنتخب المغربي "دواعش" في عيون الاعلام الألماني !
على غرار الجماهير، طالت الهجمات لاعبي المنتخب المغربي، حيث ربطت قناة ألمانية، طريقة احتفال ثلاثة لاعبين من المغرب، بتنظيم داعش الإرهابي بسبب رفعهم السبابة خلال الاحتفال، في غرف تغيير الملابس بعد لقائهم المنتخب الاسباني.
وبثّت قناة "فيلت" الألمانية تقريرا تناول صورة لـ3 لاعبين من المنتخب المغربي، وقد حملوا العلم المغربي ورفعوا إصبع السبابة في غرفة تبديل الملابس، احتفالا بفوزهم على البرتغال في ربع نهائي كأس العالم قطر 2022
لاعبو المنتخب المغربي في غرفة تبديل الملابس(الصورة مُقتطفة من تقرير القناة الاعلامية الألمانية
ووصف المذيع الألماني، في التقرير الذي بث يوم الاثنين الماضي، صورة اللاعبين الثلاثة بـ المثيرة للغضب والاستفزاز”، مبررا ذلك بأن رفع السبابة هي الإشارة ذاتها التي يستخدمها “متشددو تنظيم الدولة الإرهابي “داعش”، على حد تعبيره.
وفي ردّهم على القناة الألمانية، ندّد رُواد مواقع التواصل الاجتماعي بالتقرير مؤكدين أنّ الهجوم الألماني ينمّ عن عنصرية وجهل، كما رفض نشطاء على مواقع التواصل، تقرير القناة الألمانية، واستهزأوا منه بصور للاعبين من كل المنتخبات والفرق وهم يرفعون السبابة، مثل ميسي وكريستيانو رونالدو ونيمار وحتى رونالدو البرازيلي.
ولم تقتصر سخرية النشطاء من القناة الألمانية على عرض صور لاعبين رافعي سباباتهم، بل قاموا بنشر صورا أخرى لمسؤولين أوروبيين ورؤساء خلال لقاءات لهم أو تصريحات صحافية وهم يرفعون السبابة، مثل الرئيس الأميركي جو بايدن، والمستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل.
مونديال قطر عرّى العنصرية الغربية و نظرة الاستعلاء تُجاه المجتمعات العربية الإسلامية، تشبعها بعقليتها الاستعمارية الرافضة لكل ما هو مختلف، و التي جُسدت في الهجمات الغربية على قطر قبل و أثناء المونديال، و التي لاقتها في المقابل موجة تضامن مع الدوحة في العلمين الإسلامي و العربي.
و بالرغم من أنّ الاستعلاء الغربي ليس جديدا، إلاّ أنّه هذه المرة جاء في فترة يقدم فيها الغرب أنّه في أعلى مستويات القيم الأخلاقية، متناسيا أو ناسيا ترك المهاجرين لقمة سائغة لأسماك البحر الأبيض المتوسط برفضه انقاذهم و إغاثتهم، وبذلك تندثر قيم الإنسانية و تتلاشى القيم المجتمعية و الأخلاقية التي تتباهى بها المجتمعات الغربية و تبرز إيمانها الراسخ بتفوق العرق الأبيض عن غيره من الأعراق.