تونس/الميثاق/رأي
بعد أن هدأت النفوس واستتب الأمر نسبيا، في انتظار خريطة طريق واضحة ومحددة من طرف رئيس الجمهورية، وبعد أن اتضحت الرؤى لدى كل الاحزاب اليسارية والاجتماعية والوطنية، وأدلت بدلوها في ماجرى واختارت كل مجموعة الاصطفاف وراء خيار من الخيارات وهي متأكدة بانها خارج لعبة الصراعات الرئاسية - النهضوية وحصلت لها قناعة بأن النهضة وفروعها محاصرة في ركن من زاوية حادة أساسها المحاسبة على كل جرائمها في حق الشعب التونسي فهي المسؤولة سياسيا على كل الاغتيالات في حق الشهيدين والجنود البواسل وأبطال الامن التونسي - وإن توفرت المحاكمات العادلة - فمحاكمة كل من اجرم في حق التونسيات والتونسيات وسرق مقدرات البلاد وباع واشترى في سيادتنا الوطنية وفرط في استقلالية قرارنا وادخل البلاد في محاور اقليمية اضرت بمصالح تونس ووفر غطاء للارهاب وفكك اجهزة الدولة وجعلها في خدمته وطوع مؤسسات الجمهورية لمصالحه الضيقة واجب وطني غير قابل للتاجيل ، اضافة الى تفعيل مقررات تقرير دائرة المحاسبات ....هل بامكان هذه الاحزاب التي سرعان مااصطفٌت هنا وهناك رغم اعتقادنا انها ارتكبت اخطاء تكتيكية انحرفت بمواقفها وجعلتها في خدمة أجندات ربما بدون وعي بذلك ...
"وهذا ليس مدعاة للتهجم عليها او شتم قادتها وتبخيس نضالاتهم وتاريخهم في مناهضة الاستبداد قبل 14 جانفي وبعدها" ...هل بامكانها الاقتراب من بعضها نظرا لتشعب الاوضاع الحالية وأن تدرك أن خلاص الشعب التونسي يكمن في جزء أساسي منه في وحدتها على ارضية دنيا تتحول اليوم ربما الى سقف معقول لن نقصي فيه احدا ، نبحث فيه عن كل ما يجمعنا وهو كثير بدون مغالاة ولا تشدد او تمترس في موقف اصطفافي مع هذا الطرف او ذاك ومصلحة البلاد والشعب فقط هي بوصلتنا جميعا...
نحن مستعدون لذلك اليوم وغدا رغم مرارة التجارب السابقة وآلامها...وحدتنا ستدفعما الى بناء القوة اللازمة لاكتساب ثقة الشعب الغائبة اليوم وربما الانتخابات السابقة لاوانها تكون قريبة ايضا...احزابا وجمعيات مدنية وشخصيات مستقلة بعيدا عن الجبهات الثورية او الاخرى المائعة التي لا حدود لها ....ندائي : عودوا الى رشدكم قبل فوات الاوان وستجدوننا مستعدين للتنازل قبل الغير مصلحتنا في مصلحة شعبنا ومستقبلنا هو مستقبل ابناءه....
أمين عام الحزب الاشتراكي منصف الشريقي