وحول إسهام اللاعبين الدوليين في احتواء الأزمة في ليبيا قال جبريل إنه "يجب أن تلعب الأطراف الدولية دور المراقب والضامن لهذا الحوار الليبي، ولكن دون التدخل في مضمونه".
واستطرد جبريل قائلا: "من الضروري أيضا أن يتم فصل الحكومة عن المجلس الرئاسي، وأن يكون للحكومة برنامج إنقاذ وطني، ويمكن تسميتها حكومة أزمة أو حكومة وحدة وطنية بصلاحيات كاملة، وتحييدها عن المساومات القبلية والجهوية. وأن تكون حكومة مصغرة، على أن تنقل مسؤولية تقديم الخدمات إلى البلديات في نظام حكومة لامركزي، وبالتالي يمكن القول إن بناء الدولة يتم من الأطراف وليس من المركز".
وأشار جبريل إلى أن اللاعبين الدوليين غيروا سياستهم إزاء ليبيا، إلا أن تضارب مصالحهم ما زال قائما.
وقال في هذا الصدد: "من أهم الأسباب التي دعت للتفاؤل أن هناك تبدلا وتغيرا كبيرا في الموقف الدولي تجاه ليبيا كان في الماضي المراهنة على مشروع معين وبعدها حدث تغير في الإدارة الأمريكية، وتم تجربة المشروع نفسه وتوصلوا إلى أنه فشل بورطة كبيرة جداً وانتشر الإرهاب، فهناك رغبة من المجتمع الدولي في تغيير مواقفهم تجاه ليبيا، ولكن للأسف ما زالت هناك مشكلة تعارض مصالح هذه الدول بأن المشروع فاشل والاختلاف قائم في كيفية الحل".
وقيّم رئيس الوزراء الليبي الأسبق عاليا مستوى الجهود التي يبذلها المبعوث الأممي إلى ليبيا، غسان سلامة، في سبيل تسوية الأزمة الليبية، قائلا: "غسان سلامة قرأ اتفاقية الصخيرات بشكل جيد جداً وأدرك التناقض بينها وبين المشهد الليبي.. على المستوى النظري إلى الآن بالنسبة للطرح والتشخيص أتفق معه تماماً ما يطبق فعلاً يتوقف على قدرة غسان سلامة على الصمود في مواجهة المقاومة والمعارضة من بعض الأطراف التي تحاول التمسك بالوضع الحالي لأنه يحقق مصلحة قوية جداً".
وحول دور روسيا في تسوية الأزمة الليبية قال جبريل إن "التواجد الروسي في الملف الليبي مطلوب استراتيجياً حتى تعتدل كفتي ميزان القوى في المشهد الليبي الذي كان محتكرا بشكل كبير جداً من القوى الغربية، فالتواجد الروسي يعد مصلحة ليبية استراتيجية لكي تعطي المفاوض الليبي قدرة على المناورة حال وجود بديل".
المصدر: وكالة سبوتنيك