وأشار المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية اللواء "إيغور كوناشينكوف" في بيان له اليوم السبت 3 ديسمبر أن المركز الروسي لتنسيق المصالحة يقدم يوميا مساعدات إلى المدنيين المتضررين منذ إطلاق الجيش السوري عملية استعادة حلب، بينما لم تقدم بريطانيا، على مدى أكثر من 5 سنوات مرت منذ اندلاع الأزمة السورية، حتى غراما واحدا من الطحين أو حبة دواء أو لحافا لمساعدة السكان المحتاجين.
وذكر كوناشينكوف للمسؤولين البريطانيين بأن قوات الجيش السوري تمكنت منذ يوم 28 نوفمبر من استعادة حوالي نصف الأحياء الخاضعة لسيطرة المسلحين في شرق حلب، ما أتاح تحرير نحو 90 ألف شخص يقطنون فيها من قبضة المتشددين، فضلا عن 28 ألفا آخرين، بمن فيهم 14 ألف طفل، فروا من الأحياء الشرقية إلى المناطق الآمنة الخاضعة لسيطرة القوت الموالية للحكومة السورية.
واستطرد المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية متسائلا: "تثير هذه التصريحات الغريبة (للطرف البريطاني) سؤالا عما إذا كانت المتحدثة باسم تيريزا ماي تعبر عن موقفها الشخصي أم موقف قيادتها؟".
واتهم كوناشينكوف لندن بفقدان الرؤية الموضوعية لما يجري في سوريا، وداخل حلب على وجه الخصوص، في ظل الروسوفوبيا( معاداة الروس) المؤججة داخل بريطانيا.
وفي ختام بيانه توجه الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية إلى المسؤولين البريطانيين قائلا: "إذا رغبت الحكومة البريطانية فعلا في تقديم مساعدات إلى سكان المناطق الشرقية (من حلب) فإن جميع الظروف متاحة لذلك.. وفي حال لا توجد هناك أي مساعدات بريطانية - لا تمنعوا الآخرين من تقديم المساعدة".
تجدر الإشارة إلى أن تصريحات المتحدثة الرسمية باسم تيريزا ماي، التي نشرتها صحيفة "ديلي ميل" يوم 1 من الشهر الجاري، تتهم حكومتي موسكو ودمشق بالحيلولة دون إيصال المساعدات إلى سكان حلب عن طريق رفضهما إعلان هدنة إنسانية جديدة.
يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يدين فيه المسؤولون البريطانيون موسكو بالتصعيد العسكري في سوريا، وذلك دون تقديم أي أدلة تذكر.
وكان وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون قد وجه إلى روسيا اتهامات عارية بالوقوف وراء الهجوم على قافلة مساعدات إنسانية قرب حلب مساء 19 سبتمبر، ما أودى بأرواح 20 مدنيا على الأقل.
وفي تصريحات أخرى دعا رئيس الدبلوماسية البريطانية إلى تنظيم وقفة احتجاجية أمام السفارة الروسية في لندن، ما يمثل مخالفة واضحة للمعايير الدبلوماسية السارية في العالم، وردت روسيا على ذلك بشدة محذرة لندن من تأجيج الهستيرية المعادية لموسكو والالتزام بالمعايير الدبلوماسية.