وتعد المذكرة هي الثانية من نوعها، منذ نشر مقتطفات من رسالة منفصلة للموظفين حول تعامل إدارة بايدن مع أزمة غزة الأسبوع الماضي، والتي جاء فيها: "علينا أن ننتقد علنا انتهاكات إسرائيل للمعايير الدولية، مثل الفشل في قصر العمليات الهجومية على الأهداف العسكرية المشروعة".
وأضافت المذكرة الأولى: "عندما يدعم الكيان الصهيوني عنف المستوطنين والاستيلاء غير القانوني على الأراضي أو تستخدم الاستخدام المفرط للقوة ضد الفلسطينيين، يجب علينا أن نعلن علنا أن هذا يتعارض مع قيمنا الأمريكية حتى لا يتصرف الكيان الصهيوني دون عقاب".
وتمثل المذكرات أحدث علامة على وجود انشقاق داخلي واسع النطاق في وزارة الخارجية الأمريكية، بشأن طريقة تعامل الولايات المتحدة مع أزمة غزة؛ ففي الشهر الماضي، استقال جوش بول، مدير مكتب الشؤون السياسية العسكرية في وزارة الخارجية علنا، وحذر في رسالة من أن أمريكا "تكرر نفس الأخطاء التي ارتكبناها خلال العقود القليلة الماضية"، من خلال دعم الإسرائيليين "الأعمى"، مؤكدا أنه "لن يكون جزءًا منه لفترة أطول".
وفي الأسبوع الماضي، وقع أكثر من 500 موظف سابق في حملة بايدن 2020 على رسالة "يناشدون" الرئيس أن "يتقدم"، وأن "يكون قائدا يمكننا أن نفخر به في مواجهة الظلم" في الأزمة الفلسطينية الإسرائيلية.
وفي معرض تعبيرهم عن "الرعب" من هجمات حماس في 7 أكتوبر، أكد العاملين على أن العنف الذي شنته "حماس"، لا يبرر ما تفعله الكيان الصهيوني في قطاع غزة.
ومنعت إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، من جانب واحد دعوات عشرات الدول في الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار في غزة الشهر الماضي.
وأكد الرئيس بايدن الأسبوع الماضي أنه "لا يوجد أي احتمال" لوقف إطلاق النار في غزة، في حين قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، إن تل أبيب وافقت على إقامة "هدنة إنسانية" لمدة 4 ساعات يوميا في المناطق الشمالية من غزة للسماح للفلسطينيين، بـ"الابتعاد عن طريق الأذى".
ولم يوضح كيربي المكان الذي من المتوقع أن يذهب إليه سكان غزة، مع وجود أكثر من 1.5 مليون شخص نزحوا بالفعل داخل القطاع المحاصر، الذي تبلغ مساحته 365 كيلومتر مربع، حيث يقوم الجيش الإسرائيلي بالإبلاغ بانتظام عن “الأضرار الجانبية” للمدنيين الفلسطينيين في الغارات، التي تقول إسرائيل إنها تهدف إلى استهداف مسلحي "حماس".
وتقف أمريكا بحزم جنبا إلى جنب مع إسرائيل منذ انطلاق عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر الماضي، وتعرقل الجهود التي تبذلها روسيا، والبرازيل، والصين، وإيران، وتركيا، وجنوب أفريقيا، ودول أخرى في الأمم المتحدة للضغط من أجل وقف إطلاق النار في غزة، وتصر على أن تل أبيب لديها الحق في الدفاع عن نفسها.
المصدر: سبوتنيك