وقد اتضح أن عشرات الآلاف ممن ضمت العريضة المليونية أصواتهم، ليسوا بريطانيين، بحسب ما يجب أن تكون عليه العريضة لتصبح قانونية، وليسوا أيضاً من المقيمين في المملكة المتحدة، وذلك وفقا لما نقلته "العربية.نت" الاثنين عن مواقع صحف بريطانية عدة، منها "التلغراف" التي ذكرت أن 77 ألفاً من الموقعين تم إلغاء أصواتهم حتى الآن.
ألغوها بعد التأكد من أنهم أرفقوا بياناتهم برمز بريدي عشوائي، ووضعوها في خانة مخصصة للرمز بقسيمة العريضة على الإنترنت "وبعضهم حتى من موريتانيا"، فظهر بعد اكتشاف عدم تطابق الأسماء مع العناوين، أن موقعيها ليسوا في بريطانيا ولا بريطانيين أيضاً، على حد ما ذكرت صحيفة "الاكسبرس" المضيفة بخبرها أن آخرين من السعودية وسوريا، فعلوا الشيء نفسه، فتمكنوا من التسلل إلى العريضة والتوقيع عليها.
أحد المغردين على التويتر تطلب من غير البريطانيين التوقيع، والاستعانة في الانترنت بما يسمونه Direct Mail للعثور على رمز بريدي
وكل ما تم اكتشافه للآن، كان عبر تحقيق سريع أجرته "لجنة مراجعة المطالبات بمجلس العموم" البريطاني، بعد أن وصل إليها صدى آلاف عمليات التزوير، فاضطرت إلى النظر في ما قالت إنه "يضعف الديمقراطية البرلمانية" ووجدت من تحقيقها أن عشرات آلاف الموقعين "هم تقريباً من كافة أنحاء العالم، خصوصاً من الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وسوريا والسعودية" ممن استخدموا رمزاً بريدياً مزيفاً للانضمام إلى العريضة مع المنضمين.
بعض عمليات تسلل غير البريطانيين إلى ما اسمه Petitions في موقع مشترك للحكومة والبرلمان البريطانيين، عاينتها صحيفة "الاكسبريس" بنفسها، عبر اطلاعها على تغريدات "تويترية" لناشطين في الموقع التواصلي "كانوا يعرضون الرمز البريدي على الأجانب" لتقبل العريضة أصواتهم، لأن من شروطها صحة الرمز البريدي في الخانة المخصصة له فيها، ولأن الرموز البريدية وردت عشوائية وغير مطابقة للعنوان، لذلك اكتشفت اللجنة سريعاً أن المنضم إلى العريضة ليس بريطاني الجنسية، كما اكتشفته مقيماً ببلد آخر.
لائحة بدول تم التسلل منها الى العريضة، لتوقيعها ممن انتحلوا شخصية بريطاتيين مطالبين باستفتاء جديد
وأكد متحدث باسم مجلس العموم أن 77 ألف توقيع مزيف تم اكتشافها للآن، أي السبت "منها 42262 من الفاتيكان" على حد ما قرأت "العربية.نت" مما كشفه لصحف "الاكسبريس" و"الاندبندنت" وأيضاً "التلغراف" البريطانية، مضيفاً أن هناك 24868 توقيعاً من كوريا الشمالية، إضافة إلى 13096 من أستراليا، و3976 من نيوزيلندا، كما و12096 من الولايات المتحدة، وما زال التحقيق جارياً في بقية التوقيعات المقيم أصحابها "في 200 دولة" كما قال.
وذكرت "الاكسبريس" أن محررها Nick Martinek وهو من مقاطعة "غرب يوكشير" بإنجلترا وأعد التحقيق عن التزوير في العريضة التي وقع عليها كتجربة منه فقط، عاد وتسلل إليها برمز بريدي آخر، فأصبح بذلك موقعاً عليها مرتين، وكان بإمكانه التسلل آلاف المرات برموز بريدية مختلفة إذا أراد.
وفي لائحة ببعض الدول التي تسلل منها آلاف المنتحلين شخصية بريطانيين إلى العريضة، نجد أسماء معظم البلاد العربية، بدءاً من العراق في السطر الخامس إلى سوريا في السطر قبل الأخير، وهو ما يظهر في صورة للائحة تنشرها "العربية.نت" وأفرجت عنها "لجنة المطالبات بمجلس العموم" البريطاني، وهي أولية وستليها لوائح أخرى مع التقدم بالتحقيق الذي نرى إشارات عنه بحساب للجنة اسمه @HoCpetitions في "تويتر" التواصلي.