لقد مضى تسونامي الفضائح الجنسية منذ العام الماضي يحطّم في طريقه الكثير من نجوم الفن والمجتمع والسياسة ممن طالتهم فضائح بشكل أو بآخر، وأصبح وسم #MeToo (أنا أيضا) الذي أطلقته الممثلة أليسا ميلانو في 15 أكتوبر من العام الماضي محفزا لطرح الكثير من القضايا ورفع الدعاوى بأثر رجعي.
منذ أيام أدانت هيئة المحلفين في فيلادلفيا بالولايات المتحدة الأمريكية الممثل الأمريكي بيل كوسبي بتهمة الاعتداء الجنسي على أندريا كونستاند عام 2004، في ختام محاكمة استمرت حوالى 3 أسابيع، ما يعني أن كوسبي يواجه نظريا احتمال الحكم عليه بالسجن 30 عاما، علما أن 60 امرأة تتهم كوسبي بالاعتداء الجنسي، إلا أن كل هذه الدعاوى قد انقضى أثرها بالتقادم.
طعن كوسبي على الحكم، وهو ما يمكن أن يؤجله لأشهر أو لأعوام، لكن كرة النار قد انطلقت ولم يعد هناك سبيل لإيقافها، وتحول الممثل الذي كان ملء السمع والبصر أواخر القرن الماضي، وأول مواطن أمريكي من أصول إفريقية يؤدي دور البطولة في عرض "كوسبي شو" الذي كان يعرض ساعة الذروة إلى مادة خصبة للتداول والجدل.
على الجانب الآخر من الأطلسي وفي مملكة السويد الهادئة تغرق المؤسسة التي تمنح جوائز نوبل للآداب في فضائح جنسية ومالية قد تعرقل منح الجائزة هذا العام للمرة الأولى منذ 7 عقود، فقد تنحّى 6 أعضاء من تلك المؤسسة التي تعد من أعرق المؤسسات الثقافية في السويد، بما في ذلك رئيسة المؤسسة سارا دانيوس، وهي خسارة تعد كارثية بالنسبة للأكاديمية التي يبلغ عمرها 230 عاما، والتي ينتخب أعضاؤها بالاقتراع السري، ويوافق على التعيينات الملك شخصيا، ويستمر التعيين مدى الحياة.
كانت المرة الأخيرة التي أجلت فيها هذه الجائزة عام 1943 أثناء أحداث الحرب العالمية الثانية، وعقب سيطرة النازيين على معظم أوروبا. يظهر في وسط الأزمة الراهنة جان كلود أرنو، المصور الفرنسي زوج الشاعرة كاترينا فرونستينسون أحد الأعضاء الستة المستقيلين، والذي يواجه عددا من الاتهامات بالتحرش والاعتداء الجنسي، والتي نشرت في الصحف الرسمية العام الماضي،
من جانبه ينفي محامي أرنو جميع التهم الموجهة إلى موكله. إلى جانب ذلك تُتهم المؤسسة برصد تمويلات لمنصة "كولتور بلاتس" (ميدان الثقافة) وهو مركز ثقافي يديره أرنو وفروستينسون.
في الولايات المتحدة الأمريكية أصدر مجلس إدارة أكاديمية الفنون والعلوم السينمائية المسؤول عن منح جوائز الأوسكار قراره يوم أمس، الخميس 3 مايو، بفصل كل من رومان بولانسكي (المتهم أيضا بقضايا تحرش جنسي)، وبيل كوسبي لإدانتهما بجرائم جنسية.
أما في السويد فقد أعلنت اللجنة المانحة لجائزة نوبل في الآداب قرارها اليوم، 4 ماي، بعدم منح جائزة نوبل للآداب هذا العام نظرا للفضائح والتهم الجنسية التي دفعت أعضاء اللجنة للاستقالة، على أن تستمر اللجنة في منح الجائزة عام 2019.
المصدر: وكالات