الجمعة، 29 مارس 2024

العجمي الوريمي يعلق على الاستقالة الجماعية من حركة النهضة مميز

28 سبتمبر 2021 -- 20:16:19 514
  نشر في سياسية

تونس/الميثاق/سياسة

علّق عضو المكتب التنفيذي لحركة النهضة، العجمي الوريمي، على الاستقالات الاخيرة داخل الحركة.

و كتب الوريمي، عير صفحته الرسمية على فايس بوك، امس الاثنين، أنّ "تقدم عدد من مناضلي ومناضلات النهضة باستقالة جماعية معللة هي الأولى من نوعها".

و فيما يلي نص التدوينة:

 

"كيف أفهم الإستقالة من النهضة

وقبل الخوض في الأسباب:

الخروج من الحزب والبقاء في منطقة الجماعة

تقدم عدد من مناضلي ومناضلات النهضة باستقالة جماعية معللة هي الأولى من نوعها

فكيف أفهم  واقعة لم يحن الوقت للتعمق في حيثياتها

لكن ما حصل ليس شأنا داخليا صرفا  حتى لا يطفو على السطح

ولا شك أن اللحظة الوطنية هبطت يثقلها على تجربة في مفترق

قد نعيش حالات من الشطط في تصور العلاقة بين الدين والسياسة  أو في العلاقة بين الجماعة الأصلية وتشكلاتها الجماعية الفرعية أو المنبثقة عنها  أو مسارات الأفراد وسلوكياتهم بعد الفطام 

وهذا الشطط في الفهم أولا وفي اشتراط نمط العلاقة بين الجماعة/الحركة والحزب أو الأفراد أعاق تطور الجماعة رغم ديمومتها وشل فعالية الحزب  رغم اندراجه في المنتظم السياسي لا في النسيج الثقافي والإجتماعي كحالة صحوة خلقية على هامش الدولة ومجتمعا نوعيا داخل المجتمع الكلي ..

وجود هذا الحبل السري بين الجماعة الدعوية وتعبيرتها السياسية (الحزب ذو المرجعية الإسلامية)جعل علاقة الناشط السياسي بالحزب لا تختلف في طبيعتها ومعاييرها ونمط عقدها  عن الرابطة التي تجمع عناصر الجماعة  بقيادتها وعناصر الجماعة بين بعضهم البعض ..علاقة تقوم على الإلتزام  لتحقيق عروة وثقى  صميمية يذوب فيها الفرد في الجماعة أو تمر علاقته بذاته وبنظرائه عبر تماهيه الجوهري في الكل   النوعي ..

لا يستقيل الأعضاء من الجماعة  ولا يبحثون عن انفصال مؤلم عنها  لأن المدد الروحي يكون بتجسيد معاني الأخوة داخلها والإقتداء بمرجعيتها  وبمقدار ما تحقق الجماعة من تمايز عن  انحرافات المجتمع  التي هي ليست الا كيفيات التئام العلاقة بين طبقاته وفئاته وشرائحه المختلفة بقدر ما تحقق انسجامها الداخلي ولحمتها

لكن الجماعة يمكن أن تعرف الإنشقاق  والتشظي

غير أن المكونات المنشقة  والمنفصلة تخضع  في داخلها لنفس قانون الجماعة الأصلية كجماعة دعوية تنتظم حول فكرة عقدية إيديولوجية  وهي تخضع لاختبار وحيد هو السعي لأفضل وأعلى درجة تماه  مع المرجعية الحية  التي تأخذ دور الإمامة ووظيفة المشيخة  اللتان تدوران حول تجربة تأسيسية دورانا بغاية تكرارها أو النسج على منوالها في حين يسلك الحزب طريقه  على غير منوال سير أو إجتماع  يعاد ويستعاد لذلك يجرب الحزب   ويدير الأوضاع  كما يدير البحار دفة قاربه مستعينا بالريح على الريح وبالمدى القريب لتوسيع الرؤية والمدى

فتكثر الإجتهادات وتنشأ الإختلافات   ويندرج التمشي الفردي والجمعي ضمن   مقصدية تحري المصلحة  لجلبها والمفسدة لدرئها

ولا يعود تماسك الحزب إلى وحدة السردية المؤسسة له رغم أهميتها ولا  إلى البرنامج رغم الحاجة إليه  وإنما إلى الإنجاز والنتائج  المتحققة  فهي معيار القرار بالمواصلة السعيدة أو بالإنفصال المر

فلا حسم داخل الجماعة الا لتحقيق تجربة روحية أعمق والتزام فكري أمتن

ولا حسم داخل الحزب الا  لتحقيق أداء أفضل وانتصار سياسي أكبر أو فتح أفق أوسع مدى"

آخر تعديل في الثلاثاء, 28 سبتمبر 2021 20:16

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة