نص البيان:
الأنظمة الطائفية المتسترة بالدين ستسقط حتما
أيتها الرفيقات، أيها الرفاق
يا أبناء أمتنا العربية المجيدة
أيها الأحرار في العالم
تعيش إيران هذه الأيام على وقع احتجاجات شعبية عارمة ومظاهرات جماهيرية حاشدة وساخطة على نظام الملالي الذي سطا على ثورة الشعوب الإيرانية ضد النظام الشاهنشاهي عام 1979. ويأتي هذا الحراك المتصاعد من حيث المدى الجغرافي والشعبي حلا أخيرا بيد الشعوب الإيرانية التي عانت الويلات جراء سياسات نظام ولاية الفقيه المتخلفة، حيث فرض الملالي والمتطرفون الفرس حصارا شاملا على الشعوب الإيرانية، فضربوا الحريات كافة وكمموا الأفواه وقتلوا كل قادة المعارضة السياسية ونشطاء المجتمع المدني، أو أجبروهم على العيش في المنفى وعاثوا فسادا وتبديدا في ثروات هذه الشعوب يصرفونها لتركيز نظام 《ولاية الفقيه》وخدمة أجنداته في التوسع ونشر الدجل والظلامية والإرهاب وزرع الفتن وإفساد علاقات هذه الشعوب بمحيطها الجغرافي والاجتماعي، وعلى أتباعهم الطائفيين وأذرعهم السياسية والعسكرية والميليشيات الإرهابية، فتدهورت الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لمجمل الشعوب الإيرانية وخاصة شعبنا العربي في الأحواز العربية المحتلة.
ولقد استحوذ الملالي والمتطرفون الفرس على مختلف جوانب الحياة وعلى مفاصل الدولة وهمشوا كل الشعوب الإيرانية، وأمعنوا في إذلال جل القوميات الأخرى وخاصة العرب، فحرموها من حقوقها وتعاملوا معها بمنطق الوصاية والإلحاق ومن بوابة الحلول العسكرية القمعية الوحشية، فلم يسلم العرب والأذربيجيين والبلوش والأكراد من بطش الحرس الثوري والباسيج وغيرها من الأجهزة الأمنية والعسكرية.
ورغم انتفاضات الشعوب الإيرانية المتكررة في عدد من الأقاليم الملحقة بالقوة بإيران، فإن سلطات طهران نجحت في قمعها والتنكيل بالمنخرطين فيها مستغلة آلة القمع من جهة وغياب التنسيق فيما بينها من جهة أخرى.
إلا أن كل المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية كانت تشير بانطلاق هبة شعبية عارمة في إيران لن يتوقف مداها حتى وإن تمكن الملالي من قمعها آنيا، لأن الطغمة الحاكمة طال أذاها كل الشعوب الإيرانية ومست الجانب الاقتصادي والاجتماعي، فتضاعف معها انعدام الطمأنينة والثقة والأمل في المستقبل لدى كل الشعوب الايرانية.
ولأن نظام الملالي بحكم طبيعته الظلامية الرجعية المتخلفة، استنزف طاقات البلد في المجهود الحربي العدواني وخدمة نزعته الشعوبية على حساب الشعوب المجاورة والعرب منهم بالخصوص، دون مسوغ ولا حجة مقبولة لدى الشعوب الإيرانية، ولم تركز حكومات إيران المتعاقبة منذ 1979 جهودها لتدعيم التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية داخليا، مما ألحق أفدح الخسائر بالمواطنين طالت كل مناحي الحياة، فلقد عبرت الشعارات المرفوعة في المظاهرات، وحرق صور خميني وخامنئي وقاسم سليماني واختزلت شعارات المتظاهرين بمدن همدان وقزوين وكرمنشاه : «خامنئي هو قاتل وحكمه باطل» و«الموت لمبدأ ولاية الفقيه»، «لم يعد يفيد المدفعية والدبابة والرشاشة.. يجب أن يرحل الملالي»،《لا غزه لا لبنان روحي فداء إيران》كل معاناة الشعوب الإيرانية وكل جرائم نظام الملالي داخليا وخارجيا.
وكعادة كل الأنظمة الديكتاتورية المستبدة والفاسدة، لم يجد حكام طهران من وسيلة للالتفاف على احتجاجات للشعوب الايرانية سوى الاحتماء بنظرية المؤامرة والهروب إلى الأمام في ادعاء الثورية الزائفة والبطولة الوهمية، فصرح رأس نظام الملالي 《 أن الأحداث الجارية في إيران إنما هي محاولة لمنع تحرير القدس》 وهي الفرية الكبرى التي افتراها نظام الملالي دون أن نرى دليلا واحدا يسندها في الواقع منذ أربعة عقود، ولم يعد يصدقها إلا بعض المخدوعين وأتباع نظام الملالي هنا أو هناك بعد أن لفظتها جل الشعوب الإيرانية.
وإننا وإذ نتابع في حركة البعث، باهتمام شديد انتفاضة الشعوب الإيرانية فإننا نعبر عما يلي:
1- مساندتنا المطلقة لحراك الشعوب الإيرانية، ووقوفنا معها وتضامننا مع مطالبها بحقوقها الشرعية.
2- إدانتنا شديد الإدانة للهمجية والوحشية التي تعاملت معها سلطات إيران المجرمة مع مطالب الشعوب الإيرانية المشروعة.
3-دعوتنا لكل نفس ديمقراطي وصوت حر في تونس والوطن العربي والعالم للوقوف مع الشعوب الإيرانية ومباركة مطالبتها بإسقاط نظام ولاية الفقيه في طهران.
4- إدانتنا للتعتيم والصمت الإعلامي محليا وعربيا ودوليا على الانتفاضة في إيران.
5- مطالبتنا المجتمع الدولي بضرورة ردع جرائم نظام ولاية الفقيه بحق الشعوب الإيرانية.
6- تمسكنا المبدئي بضرورة تحرك المجتمع الدولي للجم إيران وميليشياتها الإجرامية الإرهابية وإخراجها من العراق ورفع يدها عنه شعبا وتاريخا وحضارات، ومحاسبتها عما اقترفته من جرائم بحق الدولة والمجتمع وعلى تدخلها في شؤون الأقطار العربية.
7- دعمنا المطلق لنضالات شعبنا و مقاومته في الأحواز العربية، والتأكيد على حريتها و استقلالها و سيادتها.
عاشت نضالات الشعوب الإيرانية من أجل الحرية والديمقراطية والعيش الكريم.
عاشت نضالات شعبنا في الأحواز ومقاومته من أجل الحرية والاستقلال.
المجد للشهداء الذي سقطوا دفاعا عن الحرية و الديمقراطية..
المجد لشهداء الأحواز العربية.
حركة البعث في 30 ديسمبر 2017