الإثنين، 25 نوفمبر 2024

تونس/الميثاق/رأي

 

كثرت في السنوات الأخيرة مع انتشار ثقافة الإنترنت المفتوحة، وذيوع وسائل التواصل الاجتماعي العامة، والقدرة اللا محدودة على امتلاك صفحاتٍ خاصةٍ على الفيسبوك وتويتر وغيرهما من الوسائل المجانية أو الرخيصة واسعة الانتشار وسهلة الاستخدام، التي مكنت أصحابها بسهولةٍ ويسرٍ من الكتابة بحرية والتعبير بجرأة، ونشر ما يريدونه وما يفكرون به وقتما يشاؤون دون رقابةٍ أو متابعةٍ، الأمر الذي أصابهم بالسكرة والغرور، وجعلهم يفكرون أنهم يستطيعون الارتقاء إلى مصاف كبار الكتاب والباحثين، ومزاحمة المفكرين والفلاسفة، ومنافسة أصحاب الرأي والفكر والإبداع، والتفاخر بعدد الزوار والمعجبين، والاعتداد بكثرة المعلقين والمعقبين، والإحساس بالزهو لكثرة حالات إعادة نشر مساهماتهم وتبني أفكارهم وتعميم تغريداتهم.

 

كما أدى تكاثر القنوات الفضائية الرسمية والحزبية، وتلك التي يمتلكها كبار التجار ورجال الأعمال، الذين يفكرون في الربح والمكسب، ويبحثون عن المنفعة المادية ومضاعفة الأرصدة المالية، ممن لا يعيرون ثوابت الأمة اهتماماً، ولا تعنيهم مقدساتها وقيمها الدينية والوطنية والقومية شيئاً، فيوظفون في محطاتهم الإعلامية تجار المواقف وباعة الأفكار، ممن يميلون مع الرياح ويروجون ويصفقون لمن يدفع لهم أكثر، وغيرها من القنوات العامة الموظفة قصداً والموجهة عمداً، التي تستهدف بطواقمها الموجهة وضيوفها المرضى القطاعات الشعبية العامة من أبناء أمتنا العربية والإسلامية، فتغزو عقولهم بكل جرأة، وتزور الحقائق وتبدل الوقائع بكل وقاحة.

 

نشر في راي و تحليل