الأربعاء، 27 نوفمبر 2024

ابن فرحات حشاد:قريبا سأكشف معطيات مهمة في عملية اغتيال والدي مميز

03 ديسمبر 2016 -- 10:38:28 460
  نشر في وطنية

اعتبر نورالدين حشاد أن إحياء الذكرى 64 لاغتيال الشهيد فرحات حشاد هو مناسبة للتونسيين لاستخلاص العبر من مسيرته القصيرة زمنيا والكبيرة في مضمونها ورسالتها الخــــــالدة، خاصة في ظل ما تمر به البلاد اليوم مــــــــــــــن أزمات اجتماعية واقتصادية وسياسية.

وفي تصريح لـجريدة الصباح في عددها الصادر اليوم ، قال نجل حشاد أن الشهيد ترك إرثا حيا للمجموعة الوطنية يتجسد أساسا في المنظمة الشغيلة التي كانت ومازالت تمثل صمام أمان للبلاد، والتي لم تحد عن دورها الذي رسمه لها فرحات حشاد، في دفاعها عن الشغالين والطبقات الاجتماعية الضعيفة، مشيرا إلى أن الأزمة الراهنة بين الاتحاد العام التونسي للشغل وبين الحكومة أمر طبيعي في الديمقراطيات، وعلى الطرفان الاحتكام إلى الحوار من أجل التوصل إلى حلول مرضية خاصة وأن هناك وثيقة وقع إمضاؤها وهي وثيقة قرطاج، مؤكدا على أنه لا يجب أن يتحمل الشغالون والموظفون تبعات الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد، على حد تعبيره.

أما فيما يتعلق بعملية اغتيال فرحات حشاد، قال حشاد أن الشهيد حيّ بأفكاره ومشروعه تواصل إلى اليوم، لأنه كان أول من نادى بالاستقلال الاجتماعي والثقافي والتربوي، وكان أول من دعا إلى الديمقراطية سنة 1951 عندما كان الاستقلال مطلبا بعيد المدى، وهو ما جعل فرحات حشاد سابقا لعصره لأنه أعطى لتونس ميزة البعد الاجتماعي وساهم في إرساء الحداثة التي مازالت قائمة الذات وعلى الشباب التونسي أن يتخذ من ذلك نبراسا يستنير به على درب استكمال المشوار الذي بدأه حشاد».
وعن آخر تطورات ملف قضية اغتيال فرحات حشاد قال نجله:»الدولة الفرنسية وبعض أعضاء حكومتها آنذاك هم من خططوا وأعطوا التعليمات لقتله، ولا وجود لما يعرف بعصابة اليد الحمراء، بل هي جريمة دولة مكتملة الأركان قامت السلطات الاستعمارية الفرنسية من أجل ضرب الحركة الوطنية في تونس، لكن ما حصل اثر ذلك جاء عكس ما خططت له فرنسا حيث تحرك الشباب التونسي وحمل السلاح ضد المستعمر بعد اغتيال حشاد، وهو ما أجبر فرنسا فيما بعد على الرضوخ والخروج من تونس.

واليوم أواصل عملي على الاطلاع على وثائق من الأرشيف الأمريكي لكشف ملابسات عملية الاغتيال، وأريد أن أؤكد أنه ولمدة 50 عاما وأنا أسعى في كل الاتجاهات في سبيل تحقيق الهدف المنشود، لكني وجدت نفسي وحيدا دون دعم أو مساندة من سواء من الدولة التونسية أو من منظمات المجتمع المدني أو الأحزاب أو القضاء، باستثناء الاتحاد العام التونسي للشغل الذي تبنى ملف هذه القضية، واليوم وبعد جهود كبيرة توصلت إلى جزء مهم من الحقيقة، حيث استعطت التعرف على هوية من قاموا بعملية الاغتيال وهم 5 أفراد وأعرفهم بالاسم، كما توصلت إلى كيفية قيامهم بهذا العمل الإجرامي وقيمة المقابل المادي الذي تحصلوا عليه جزاء ذلك من قبل المصالح الرسمية الفرنسية وشاهدت بنفسي الوصولات المالية التي تثبت تلقيهم المال من الدولة الفرنسية لاغتيال فرحات حشاد، وقريبا سأكشف للعموم تفاصيل ما توصلت إليه من حقائق تثبت تورط حكومة فرنسا بشكل مباشر في مقتل حشاد.

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة