وأكّد رئيس الحكومة في هذا الإطار على ضرورة ابتكار وارساء آليات جديدة لتمويل المشاريع الإبداعية، واستنباط تدابير ملموسة وعملية لدعم المبادرة الذاتية وريادة الأعمال من قبل الشباب الذي يتطلع إلى مستقبل أفضل، وتوفير تسهيلات التنقل لفائدته في الفضاء الفرنكوفوني بهدف الدراسة والتكوين ودعم المهارات، وأضاف في نفس السياق بأننا كمجتمع ناطق بالفرنسية، بحاجة إلى القيام بدورنا في إيجاد حلول للأزمات التي تحدث في جميع أنحاء العالم، دون التدخل في الشأن الداخلي للدول، وفي إطار الاحترام المتبادل وتقديس السيادة الوطنية للبلدان وهو منهج لابد من أن نتبناه وأن نؤيده جميعاً.
وفي سياق آخر وتفاعلا مع مجريات الأحداث في المنطقة العربية، شدّد كمال المدّوري على أن تونس تعبّر عن إدانتها الشديدة وقلقها العميق إزاء الإبادة الجماعية التي تستهدف الأشقاء الفلسطينيين في غزة منذ سنة، مؤكدا على أن موقف تونس يظل ثابتا وراسخا في تأييد حق الشعب الفلسطيني في استرداد حقوقه المشروعة وفي مقدمتها الحق في بناء دولته المستقلة المتمتعة بالسيادة الكاملة على كامل أراضيه وعاصمتها القدس الشريف.
كما عبّر رئيس الحكومة في ذات السياق، عن الانشغال البالغ إزاء التصعيد الخطير للوضع بلبنان الشقيق الناجم عن العدوان الغاشم الذي طال أراضيه، داعيا المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لتجنيب الشعب اللبناني المزيد من المآسي والدخول في سياق حرب توشك ان تكون تداعياتها وخيمة على المنطقة بأكملها، وفي هذا الصدد، عبّر كمال المدّوري عن أمله في أن تتمكن المنظمة الدولية للفرنكوفونية، شأنها شأن المنظمات الدولية والإقليمية الأخرى، من التعبير عن موقفها بشأن الحاجة الملحة لوقف فوري لإطلاق النار في الشرق الأوسط وضرورة تحقيق سلام عادل ودائم في جميع أنحاء المنطقة.
وفي ختام كلمة تونس، جدّد رئيس الحكومة أمله في أن تفتح هذه القمة آفاقا جديدة للعمل الفرنكوفوني بما يتماشى مع قيم التضامن والتسامح والعدالة التي تمثلها الفرنكوفونية، معبّرا عن خالص تمنياته لفرنسا بالنجاح التام في مهمتها الجديدة على رأس المنظمة الدولية للفرانكوفونية.