الثلاثاء، 18 جوان 2024

"سلامة".. أول منصة رقمية لخدمة مرضى الإيدز والتوعية بالأمراض المنقولة جنسيًا مميز

28 ماي 2024 -- 13:43:48 45
  نشر في وطنية

قبل نحو سنتين، أطلقت الجمعية التونسية للصحة الإنجابية منصة رقمية هي الأولى من نوعها في تونس تحمل اسم "سلامة"، وتعمل على تقديم الإرشاد حول فيروس نقص المناعة البشري (الإيدز) والتوعية بالأمراض المنقولة جنسيًا وطرق الوقاية منها.

وبدأت هذه المنصة عملها رسميًا في وقت تشير فيه الإحصائيات إلى ارتفاع عدد المصابين بمرض نقص المناعة المكتسبة والأمراض المنقولة جنسيًا، خصوصًا في صفوف الشباب والمهاجرين وعاملات الجنس ومتعاطي المخدرات.

كيف تعمل منصة سلامة؟

عند تصفحك للمنصة، تلاحظ أنها تقدم معلومات مبسطة بثلاث لغات متنوعة وهي العربية والفرنسية والإنجليزية، ينما تتمحور هذه المعلومات بالخصوص حول حقوق الإنسان والصحة الإنجابية والجنسية، كما تقدم دليلاً حول التربية الجنسية الشاملة موجهة لجميع الفئات.

ويشمل هذا الدليل تعريفًا مبسطًا للحقوق الجنسية والإنجابية وتعريفًا للأمراش المنقولة جنسيًا وكيفية الحماية منها، بالإضافة إلى تقديم نصائح لتجنب الحمل بعد ممارسة الجنس ولمحة حول البلوغ والإنجاب موجهة للشباب.

 كما تُقدم المنصة معلومات عن فيروس نقص المناعة البشرية والإيدز والفرق بينهما وطرق تجنب الإصابة منهما، كما تجيب المنصة على أسئلة المنتفعين بخصوص ما كان بالإمكان الشفاء من فيروس نقص المناعة البشري "الإيدز"، وطرق القيام بفحص للتأكد من عدم إصابتك بهذا المرض، إلى جانب تقديم معلومات عن التربية الجنسية وحقوق الإنسان والصحة.

وسبق أن أكدت رئيسة الجمعية التونسية للصحة الإنجابية، أرزاق خنيتش، أن منصّة "سلامة" الرقميّة ستمكّن الشباب والمهاجرين والرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال وعاملات الجنس ومتعاطي المخدرات، من الحصول على خدمات الصحة الجنسية بجانب خضوعهم لحصص علاج نفسي عبر المنصة، من دون الكشف عن هويتهم الحقيقية.

وأشارت خنيتش في تصريح لموقع "رضيف" في وقت سابق، أنّ المنصة تُعنى أساساً بتعزيز الوقاية من التعفّنات المنقولة جنسياً بما في ذلك فيروس نقص المناعة البشري "الإيدز"، والحد من انتقال الفيروس بين التونسيين من خلال توعية الشباب وإرشادهم.

وحسب خنيتش فستوفر المنصة الدعم للمتعايشين مع المرض، خصوصاً في ظل ضعف المنظومة العلاجية في تونس وتعرّض المتعايشين مع الفيروس للوصم والتمييز الاجتماعيّين، ما يجعل وصولهم إلى الخدمات الصحية صعباً".

كما أكدت أنّ عشرات المصابين بفيروس نقص المناعة لا يعرفون أن بإمكانهم التعايش مع هذا المرض وإكمال حياتهم بشكل طبيعي لسنوات طويلة في حال تلقّوا العلاج بطريقة منتظمة واتّبعوا أسس الحماية الصحيحة.

وتشير خنيتش، إلى أن خمسة أطفال يولدون سنوياً في تونس، وهم يحملون الفيروس، بالرغم من أنه كان بالإمكان تجنّب إصابتهم بالعدوى في حال تمكّنت أمهاتهم من تلقّي العلاج والمتابعة الصحية.

وتجدر الإشارة، إلى أنّ مؤسسة "فريدريش إيبرت" أشارت في تقرير لها نشرته حول حقوق الفئات الهشة وحرياتها زمن الأزمات الصحية والسياسية في تونس سنة 2022، أن المصابين بفيروس نقص المناعة (الإيدز) يعيشون تمييزاً اجتماعياً وإدارياً خطيراً خاصةً في المستشفيات.

وأوصى التقرير بضرورة العمل للقضاء على كافة أشكال التمييز والوصم ضد المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية في القانون وفي الممارسة، بما في ذلك على مستوى خدمات الرعاية الصحية وضمان الإمداد المستمر بمضادات الفيروسات القهرية وضمان الأمن الغذائي للمرضى.

ارتفاع الإصابات بالإيدز في تونس.. الأرقام والأسباب

ومنتصف شهر ديسمبر 2023، أكد مدير مكتب تونس لمنظمة حامون بلا حدود رامي خويلي، أن عدد المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية "السيدا" في تونس تضاعف خلال السنوات الأخيرة ليصل إلى ما يقارب 7100 حالة خلال سنة 2022، وأنّ 26 بالمائة منهم فقط منهم يتلقون العلاج.

وأضاف خويلي في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، حينها، أن عدد الإصابات السنوية الجديدة بفيروس السيدا ظل مستقرًا إلى حدود سنة 2010 حيث يتم تسجيل ما يقارب 70 حالة سنويًا، غير أن هذا الرقم شهد تناميًا مستمرًا ليبلغ عدد الإصابات الجديدة سنة 2022 ما يعادل 150 إصابة.

وقال إنّ الإحصائيات الدولية أظهرت تراجعًا ملحوظًا في عدد الإصابات الجديدة في أغلب دول العالم ما عدى دول شمال إفريقيا والشرق الأوسط التي تضاعف فيها عدد الإصابات الجديدة خلال السنوات الأخيرة.

كما أوضح أنّ تفاقم الحالات الحاملة للفيروس يدل على وجود إشكاليات في علاقة بنفاذ الفئات المصابة إلى العلاج جراء القوانين "البالية"، التي تجرم الأشخاص والفئات الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس، ومن بينهم المثليين، وتعرضهم المتكرر للوصم والتمييز.

على صعيد متصل، دعا خويلي إلى ضرورة العمل على تغيير المنظومة القانونية الزجرية التي تجرم بصورة قاسية الأشخاص والفئات الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس مما يعرضهم للإقصاء والتهميش، وهو ما يؤدي بالتالي الى صعوبة وصولهم للخدمات التوعوية والتحسيسية وتمكينهم من وسائل الوقاية والحماية من الاصابة بفيروس السيدا وصعوبة الوصول الى الخدمات الصحية والاجتماعية والقانونية.

يشار إلى أنّ منظمة الصحة العالمية، تعرف مرض الإيدز على أنه عدوى تهاجم جهاز المناعة في الجسم، حيث يستهدف الفيروس خلايا الدم البيضاء بما يضعف جهاز المناعة فيتيح الإصابة بالعديد من الأمراض كالسرطان والسل والالتهابات.. وتنتقل عدوى الفيروس عبر سوائل جسم الشخص المصاب كالدم وحليب الأم والسائل المنوي والسوائل المهبلية ويمكن التصدي لهذا الفيروس عبر المضادات الفيروسية.

ووفق المنظمة، فإنّ أعراض الفيروس تختلف من شخص إلى آخر، أبرزها الحمى والصداع والتهاب الحلق والطفح الجلدي. وقد أودى هذا المرض الخطير، بحياة 40.4 مليون شخص في العالم فيما تشير التقديرات إلى أن 39 مليون شخص مصاب بالسيدا سنة 2022 وتهدف المنظمة بحلول سنة 2025 إلى تشخيص 95% من جميع الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة.

زينة البكري

  

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة