الجمعة، 22 نوفمبر 2024

زيارة المقداد لتونس...خطوة جديدة لعودة سوريا للحاضنة العربية مميز

16 أفريل 2023 -- 11:57:03 172
  نشر في وطنية

يؤدي وزير الخارجية والمغتربين بالجمهورية العربية السورية، فيصل المقداد، بداية من يوم غد الاثنين 17 أفريل 2023(نيسان/أبريل)، زيارة عمل لتونس تستمر لثلاثة أيام، ذلك تلبية لدعوة وزير الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج نبيل عمّار.

وأفادت وزارة الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، أنّ زيارة المقداد تندرج في إطار تكريس لروابط الأخوة بين البلدين والحرص على إعادة العلاقات الثنائية بعد قرار تعيين سفير لتونس في دمشق وفتح الجمهورية السورية لسفارتها بالعاصمة تونس.

زيارة الوزير السوري إلى تونس سبقها خطوات أعلنت عنها تونس بداية من الترفيع في التمثيل الديبلوماسي وصولا إلى إعادة العلاقات بصفة كاملة، وسبق ذلك اجتماع ديبلوماسي على مستوى وزيري الخارجية في سبتمبر 2021.

 

تونس...سوريا...مسار القطع والعودة:

في 4 فيفري(شباط/فبراير) 2012، أعلن رئيس الجمهورية التونسية الأسبق، المنصف المرزوقي قطع العلاقات الديبلوماسية بين تونس ودمشق وطرد السفير السوري واغلاق السفارة على خلفية الأحداث في الأراضي السورية، وقد أثار القرار آن ذاك جدلا واسعا وبعده تتالت المطالبات بإعادة العلاقات السورية-التونسية لتنتظم بعدها وقفات احتجاجية دورية تواصلت لسنوات رفع المشاركون فيها ذات المطلب.

بعد ثلاث سنوات من قرار المرزوقي، أعلنت وزارة الخارجية التونسية في جويلية(تموز/يوليو) 2015، تعيين تم قنصل عام لتونس في العاصمة السورية دمشق،

سبق أن قررت الحكومة التونسية سنة 2015، برئاسة مهدي جمعة، فتح مكتب في دمشق لإدارة شؤون التونسيين في سوريا، لكن دون إعادة كاملة للعلاقات في أعلى مستوياتها حينها، تلت هذه الخطوة ارسال بعثة ديبلوماسية محدودة إلى سوريا العام 2017، واستئناف حركة الطيران بين البلدين أواخر 2018.

الرابط:

في الـ 24 من شهر سبتمبر(أيلول/سبتمبر ) 2021،  التقى وزير الخارجية التونسي السابق، عثمان الجرندي ببوزير الخارجية  السوري فيصل المقداد في نيويورك، على هامش مشاركة كلاهما  في أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة، و هو أول لقاء يجمع بين مسؤولين من البلدين منذ سنة 2011 .

وحسب ما أوردته وزارة الخارجية التونسية بخصوص اللقاء آن ذاك، فقد استعرض الوزيران "تطوّرات الأوضاع في سوريا ومجمل التحدّيات".

 

من ترفيع التمثيل الديبلوماسي إلى فتح السفارة

أعلن رئيس الجمهورية قيس سعيّد، يوم الخميس 9 فيفري(شباط/فبراير ) 2023، عن الترفيع في مستوى التمثيل الدبلوماسي التونسي في دمشق، بعد بيان لوزارة الخارجية جاء فيه "استعداد تونس لتعزيز تمثيلها الدبلوماسي بدمشق"، و سبق ذلك اتصال هاتفي جمع وزير الخارجية التونسي نبيل عمّار بوزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد، بعد الزلزال المدمر الذي ضرب مناطق في الأراضي السورية.

في بيان مشترك لوزارتي الخارجية التونسية والسورية، أعلنت تونس ودمشق، أنّه " تجاوباً مع مبادرة رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيَّد بتعيين سفيرٍ لدى الجمهورية العربية السورية، فقد أعلنت الحكومة السورية عن موافقتها الفورية على هذا التعيين، وقرَّرت إعادة فتح السفارة السورية بتونس، وتعيين سفير على رأسها في الفترة القريبة القادمة".

وبهذه الخطوة تكون تُطوى صفحة العلاقات المقطوعة بين البلدين وتُفتح صفحة جديدة ستكون مفتاح الكشف لغز تسفير التونسيين لسوريا طيلة السنوات الماضية.

مسار التطبيع مع سوريا، بعد القطيعة العربية السورية المستمرة لسنوات، بدأ بقرار الامارات إعادة فتح سفارتها في دمشق، حيث أكّدت وزارة الخارجية الإماراتية حينها إن هذه الخطوة تؤكد "حرص حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة على إعادة العلاقات بين البلدين الشقيقين إلى مسارها الطبيعي".

تونس هي المحطة العربية الثالثة التي يزورها المقداد بعد مصر والسعودية بعد المصالحة السورية مع عدد من الدول العربية كانت أولها الامارات وبعد قطيعة دامت لسنوات حُرمت سوريا خلالها من مقعدها في الجامعة العربية ولعل هذه الزيارات والمصالحات مؤشر لعودة دمشق لحاضنتها العربية ومشاركة رئيسها بشار الأسد في القمة العربية القادمة المُزمع عقدها في العاصمة السعودية الرياض.

مروى بن عرعار

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة