ولاقت بطولة العالم لألعاب القوى الكثير من الانتقادات بسبب معاناة الرياضيين من الحرارة والرطوبة، وهي العوامل التي أثرت بشكل كبير وواضح على الأداء الرياضي للمشاركين والمشاركات.
وهاجم عدد من الاعلاميين والجماهير الرياضية حول العالم تهاجم الاتحاد العالمي لألعاب القوى بقوة بعد الفشل في تنظيم بطولة ألعاب القوى في الدوحة وانسحاب العديد من الرياضيين والمنتخبات بسبب رداءة التنظيم وسوء الأحوال الجوية وخلو الملاعب من الجماهير.
وشن الإعلام الإنجليزي حملة ضغط على رئيس الاتحاد سيب كو لإعلان فشل البطولة وايقافها وإعادة تنظيمها في دولة أخرى بعد عام وإلغاء نتائج البطولة الحالية
وتم تسجيل حالات إعياء شديدة وإغماءات بالجملة بين المتسابقين بسبب الحرارة العالية وانسحابات بالجملة من البطولة، ما أثار جدلا بشأن مدى الاستعداد القطري لاستقبال مناسبة كبرى في حجم كأس العالم 2022.
وفي اليوم الأول من مونديال ألعاب القوى في قطر، أجبرت الحرارة الشديدة والرطوبة العديد من المشاركات في ماراثون السيدات على الانسحاب، وشهد السباق حالات إغماء وتعب شديدين بسبب ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة.
ووسط أصوات منتقدة لإقامة سباقات المسافات الطويلة في ظروف مناخية مماثلة، اجتازت 40 متسابقة فقط من أصل 68 خط النهاية بعدما ناهزت درجة الحرارة عند الانطلاق 33 مئوية، وتجاوزت نسبة الرطوبة 73 في المئة.
وحاول المنظمون في قطر غض الطرف عن الظروف المناخية السيئة لبلادهم والظهور بمظهر الجاهز، ولذلك قاموا بتأخير انطلاق الماراثون إلى منتصف الليل هربا من جحيم النهار، لكن حالات الإغماء والإعياء التي التقطتها عدسات المصورين، فضحتهم.
وأظهرت الصور استخدام وسائل تبريد لا ترقى لمستوى الحدث. كما اشتكى عدد من المشاركات في الماراثون من ظروف السباق، وقلن إنه لم يكن يقام في هذه الظروف حيث الحرارة المفرطة المصحوبة بدرجة رطوبة عالية تجاوزت نسبتها 73%.
وفي سابقة لم تحدث من قبل في بطولات العالم، انطلق السباق الممتد على مسافة 42.195 كم قرابة منتصف الليل بتوقيت الدوحة، نظرا لاستحالة إقامتها تحت الشمس الحارقة نهارا في العاصمة القطرية خلال هذه الفترة من العام.
ومع منتصف السباق تقريبا، بدا واضحا أن كل المشاركات كن يتصببن عرقا بكثافة، وواصلت غالبيتهن الجري وهن يحملن قوارير المياه أو قطعا من الإسفنج المبللة بالمياه.
وقامت عربات غولف مخصصة للمسعفين والخدمات الطبية، بنقل العداءات اللواتي لم ينهين السباق. وخضع بعضهن لكشف من فريق يضم طبيبا متخصصا في تأثير الحرارة في المنافسات الرياضية.
وعبرت العداءة البلاروسية فوليا مازوروناك عبرت عن غضبها مما حدث وقالت إن الرطوبة قاتلة حتى أنها لم تتمكن من التنفس واعتقدت أنها لن تكمل السباق.
ووصفت العداءة عند نهاية السباق ما حدث “بقلة احترام للمتسابقات حيث يجلس كبار المسؤولين في أجواء مكيفة وربما خلدوا إلى النوم الآن”، ووصفت عداءة أخرى ظروف السباق بأنها “كما لو كنت غارقة تحت الماء الذي يغلي وهي في منتصف الطريق”.
واضطرت اللجنة المحلية المنظمة لمونديال ألعاب القوى، إلى تأخير انطلاق سباق 20 كم مشيا للسيدات نحو نصف ساعة ليصبح في تمام الساعة 23.59 بالتوقيت المحلي، بسبب الظروف المناخية لجهة الحرارة المرتفعة والرطوبة العالية.