تونس/الميثاق/رأي
مثلت الضربة الأمريكية لسوريا الأسبوع الماضي تأكيدا جديدا على أن التنظيم العالمي للإخوان المسلمين وحلفاؤه في الحرب على سوريا لم يتعلموا من الدروس السابقة وهو ما جعلهم يسقطون دائما في شراك العدّو الأمريكي هذا أن لم نقل انهم منخرطون في مخططاته.
تلقت مختلف التنظيمات الإخوانية في العالم العربي ودول الخليج المشاركة في الحرب على سوريا ما رُوّج حول استعمال النظام لأسلحة كمياوية كالعادة بالبكاء والعويل على "شعب يقتل من قبل الاسد" وفي الوقت الذي لم تؤكد فيه أيّة جهة مسؤولية الرئيس السوري وجيشه سارعت تلك الاطراف الى ترويج اتهام واضح له وقاموا بحملتهم الاعلامية كما هو مطلوب منهم طبعا بقيادة قنوات العهر والعاملة في مقدمتها الجزيرة وفرانس 24.
لم يتأخر هاته المرة الكشف عن المخطط الأمريكي في سوريا حيث سارعت ممثلة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة إلى الترويج لصور الضحايا مطالبة بتدخل دولي وعندما لم تنجح كان التحرك الأمريكي شبيها بما قامت به في الحرب على العراق سنة 2003.
أرادت أمريكا وضع الجميع أمام الأمر الواقع وذلك باتخاذ قرار بقصف مواقع للجيش السوري للضغط من أجل تمرير مقترحها وتغيير الموقف الذي يدعمه ظاهريا رئيسها الجديد المعارض لدعم "داعش" الارهابي من قبل بلاده والمعارض أيضا للتحالف مع الأطراف المتحالفة مع ذلك التنظيم في المنطقة.
و بالعودة إلى الساعات القليلة التي سبقت القصف الأمريكي شاهدنا "عُربانا" يروجون لضرورة الانتقام من الأسد وفي الواقع كانوا يريدون الانتقام لأنفسهم فبالرغم من تحالفهم جميعا ضده إلّا أنّه لم يسقط على امتداد أكثر من ست سنوات ورحل كل حلفائهم ومن تبقى منهم أصبح يطالب بالحوار مع الأسد.
بالنسبة لمن يملكون عقولا في رؤوسهم فإن العملية الأخيرة لا غبار عليها فهي جلية للجميع كانت محاولة لاختراق انتصارات النظام السوري على الميدان بأساليب استعملت سابقا
ونجحت في كل من العراق وليبيا وأوّلها التلاعب بوجدان الشعوب المرهقة من الحروب والترويج إلى أن كل هؤلاء مدافعون عن حقوق الإنسان قيادة الجيش الأمريكي الذي أكّدت التقارير الأممية استخدامه للأسلحة الكمياوية في العراق وافغانستان واستخدامه لمختلف أساليب التعذيب الحيوانية في سجن أبو غريب خاصة.
اليوم أُضيفت إلى تلك الخلطة التي استعملت في الحرب على العراق خاصة القليل من دموع العملاء أنصار "داعش" الارهابي وسرعة في إظهار النوايا الحقيقية، لكن تلك السرعة
كشفت هاته المرة المؤامرة باكرا وجعلت أنصار أمريكا وداعش في سوريا في حرج كبير فهل يستفيقون بعد ان سقطوا أمس مرة أُخرى؟