انتهت الحرب في العراق ،إلا أن نار الفتنة الطائفية لم تنتهي بعد،كل الأنظار مُتجهة على القطر الليبي الذي لم يهدأ منذ أن اندلعت فيه أحداث الثورة سنة 2011 و أطاحت بنظلم معمر القذافي ،لسائل أن يتسائل لماذا ليبيا ؟الجواب يكمن في أن لليبيا نقطة مشتركة مع العراق ألا و هي النفط مما يجعلها محط أنظار القوى العظمى و الباحثة دائما و أبدا على ضمان اكتفائها الذاتي من الطاقة و التي تكمن أساسا في "الذهب الأسود".
آخر التطورات في الملف كانت سيطرة جيش اللواء خليفة حفتر على منطقه الهلال النفطي و في ما أثار حفيظة حكومة الوفاق الوطني االمعترف يها دوليا و تدخل المبعوث الأممي مارتن كوبلر و الدعوة إلى اقريب وجهات النظر بين طرفي الحكم في البلاد و الذي تمقله حكومة الوفاق من جهة و ابرلمان طبرف من جهة.
آخر تطورات الملف الليبي نشر البرلمان البريطاني تقريرا مفصلا بخصوص ما يحدث في ليبيا،و حسب التقرير فإنه لم تحصل مجازر جماعية قبل القصف الجوي الدولي و أن نظام القذافي لم يقم النظام بجلب مرتزقة كما تم الترويج له و أن المقاتلين في صفوف الثوار اغلبهم إسلاميين يتبعون تنظيمات دينية متطرفة،وفقا للتقرير.
كما جاء في التقرير البريطاني ايضا انه ما كانت لتحدث مجزرة في بنغازي في حال دخلت قوات القذافي للمدينة لأنها استولت على الزاوية واجدابيا ولم تفعل شيئا لسكانها،و في احصاء لعدد القتلى إلى غاية تاريخ 20/ 3/ 2011 هو 257 بينهم 3 نساء جرحى و6 أطفال فقط مما يعني أن النظام لم يكن يستهدف المدنيين .
و أشار التقرير أيضا إلى أنكل من الإمارات وفرنسا وقطر لم تلتزم بقرار 1973 الصادر عن مجلس الأمن وقامت بتوريد الأسلحة للمتمردين ،و ان الرئيس الفرنسيي آن ذاك ساركوزي باشر بضرب ليبيا نتيجة للدور الذي قام به القذافي في إفريقيا حيث حد من النفوذ الفرنسي في القارة.
بقطع النظر على الرؤية الدولية للأحداث الليبية و تضارب المواقف فإن الاهمية تكمن في اتفاق الاطراف الليبية فيما بينها لضمان استقرار الوضعية الامنية و الاجتماعية و الافتصادية في ليبيا لضمان المخافظة على ثرواتها و ضمان فسمة عادلة بين جميع اطياف و مستوسات الشعب الليبي.