ميثاق3
نشر في راي و تحليل
لطالما تظاهرت انقرة بمشاركتها في الجهود الدولية لمكافحة تنظيم "داعش" الارهابي وظلت تلك الصورة تروج للعالم اجمع طيلة اكثر من سنتين لكن لكل مسار نهاية وها قد اتت نهاية الكذبة التركية الكبرى.
لقد بينت الغارات الروسية الاخيرة او الانتقامية ان البترول العراقي والسوري كان يهرب انطلاقا من الحدود السورية التركية الى داخل التراب التركي طيلة تلك السنوات تحت حماية عسكرية تركية وامريكية.
ولعل العملية الاخيرة كانت صادمة للجميع فالنفط كان يهرب في صهاريج كبيرة والقصف استهدف تجمعا لاكثر من 500 شاحنة صهريج اي انه كان من السهل اكتشافها من قبل طائرات التحالف الامريكي لو كان جادا في مكافحة الارهاب وليس الاستفادة منه كغطاء لنهب الثروات السورية العراقية كما ان الجيش التركي المرابط على الحدود لا يمكن ان يصدق عقل انه لم يلحظ وجود كل تلك الصهاريج داخل حدوده.
اذن كان من المنطقي ان لا يؤمن عاقل ان من زرع الدواعش في سوريا والعراق "تركيا وامريكا وحلفائهما" يمكن ان يغيروا موقفهم بسهولة ويتخلوا بين ليلة وضحاها الى مكافحين للارهاب الذي هو بمثابة الاستثمار المربح لهم.
ومن هنا لا بد ان تبحث انقرة على طرق اخرى لتبرير مساهمتها في ادخال الدواعش الى سوريا خاصة وتعاملاتها الاقتصادية مع هذا الكيان الدموي وبالاخص نهب ثروات شعب جريح عملت خلال الاشهر الاخيرة على دفعه الى عرض البحر في قوارب الموت.
محمد امين