حين تحدث سيد المقاومة عن إحدى بركات طوفان الاقصى في لبنان المتعلقة بعروض تحرير كامل الأراضي اللبنانية المحتلة كان يشير الى بدايات تحرك السقوف السياسية من جهة والى قابلية تطورات الميدان لفتح عدد من الملفات التي ستستجد …
أن تُعدّ ما سُمّي بجبهات مساندة هي فقط مساندة بل هي تحولت إلى ملفات مستقلة وان تكن كل هذه الملفات تحمل عنوانا رئيسيا واحدا هو المواجهة بين السيطرة الغربية التي اخذت وجها وحشيا اجراميا وبين حركات المقاومة التي تجذرت في تركيبتها وصلابتها وامكاناتها ووحدتها ووسائلها العسكرية والسياسية والقتالية بحيث تحولت الى محور يواجه جبهة فيها الكثير من التناقضات والتفاوت في القدرة واختلاف المصالح وان تكن جميعها تحت القيادة الاميركية المافياوية التي لا تتناسب سياساتها وقراراتها مع قواعد ومعايير الدول الكبرى ….
واذا كان التحرك الاميركي والغربي باستقدام الاساطيل فور حصول عملية طوفان الأقصى دلّ الى استجابة سريعة للمخاوف التي وضعتها العملية على الطاولة إلا ان الخطوات اللاحقة اظهرت مدى غلبة الغطرسة والوحشية والاجرام( وهي مواصفات المافياوية) على سياسات المعالجات التي تسمح بإعادة الاستقرار وإن بإعطاء مكاسب للمقاومة لا بد منها في ظل تطور التوازنات الاقليمية والدولية …
وهكذا ادت رؤيوية الميدان الى ان كل ملفات المنطقة باتت جميعها على الطاولة متحدة ومنفصلة بحيث لم يعد الكلام عن ان وقف العدوان على غزة يُعيد الاستقرار وينهي نتائج ما حدث ولو حصل ذلك بشروط معقولة للمقاومة .. و هنا بتنا أمام أوضاع وملفات تحتاج كلها الى اتفاقات من الصعب الوصول اليها لسببين : الاول هو الغطرسة المافياوية التي تحكم السياسات الغربية والثاني هو ان الحلول التي يُفترض الوصول اليها ستعني تعديلا كبيرا في موازين القوى اقليميا ودوليا وستنعكس على الاوضاع الداخلية والسياسات لكل الدول في الاقليم وعلى الصعيد العالمي ….
وهكذا نحن الآن في خضم الملفات الآتية متحدة ومنفصلة :
1- ملف العدوان على غزة وما ادى اليه العدوان الصهيوني الاميركي الغربي على الشعب الفلسطيني والشروط المعقدة لإنهائه وبأي نتائج راهنة ومستقبلية ..؟!!
2- ملف العدوان على الضفة الغربية والأقصى احتلالا واستيطانا وامنيا ..؟؟!!!
3- ملف الحدود اللبنانية الفلسطينية.. كملف استمرار احتلال أراض لبنانية من جهة ومن جهة ثانية كملف المستوطنات الصهيونية وهجرة المستوطنين عنها وعدم عودتهم من دون اتفاق حدودي نهائي يطرح مصير المقاومة ويضمن عزل لبنان عن قضية الاحتلال الصهيوني لفلسطين والدور الصهيوني في المنطقة وكلها نعرف جميعا انها مستحيلة كما نعرف ان التوصل في شأنها الى حلول غير كاملة ستكون مرحلية ولوقت محدود جدا وستكون هذه الجبهة تحت طائلة اعادة الانفجار في اي وقت خصوصا في ظل التطورات المتسارعة لتعديل التوازنات الاقليمية والدولية ..؟؟!!!!
4-ملف الاحتلال الاميركي لمواقع ومناطق في سوريا ودعم الانفصالية الكردية والتحركات الارهابية لإضعاف سوريا واستمرار المحاولات الفاشلة لاسقاط سوريا واخضاعها بما جعل هذا الملف ملفا متفجرا ازداد تفجيرا بعد العدوان على غزة بحيث بات متصلا فيه ومنفصلا عنه …؟؟!!
5- ملف الوجود الاميركي في العراق شبه الاحتلالي و إن كان باتفاق مع السلطة العراقية تحت الضغط وهو احتلالي من حيث الوجود ومن حيث السيطرة على واردات الثروة النفطية العراقية .. وملف هذا الوجود بات موضع رفض شامل وموضع صراع انفجر بعد العدوان على غزة ليصبح ملفا متصلا بالعدوان ومنفصلا عنه ..؟؟!!
6- ملف اليمن او ملف جبهة البحرين الاحمر والعربي وباب المندب حيث تحول هذا الملف بنتيجة الدخول الاميركي الغربي مباشرة من ملف محاولة الضغط على اليمن لوقف مساندتها للشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الاسرائيلي عن طريق منع السفن من المرور لتأمين السلع الى الكيان الصهيوني تحول الى ملف لحصار التجارة الصينية ومسك ملف تأمين النفط الى الصين وذلك لضرب الاقتصاد الصيني كمنافس دولي لأميركا والغرب وخصوصا اوروبا وللضغط على الصين للحد من دعمها للحليف الروسي وكذلك للحد من تطوير التعاون بين دول مجموعة البريكس ومن توسيع هذه المجموعة ..؟؟!
وإن كانت المظاهر التي ذكرتها الآن لهذا الملف لم تبدو واضحة حتى الآن إلا أنّ ما يدور في الكواليس يحمل هذه المضامين …!! وما اشارة السيد عبد الملك الحوثي في كلمته الأخيرة إلى موضوع محاولة توسيط الصين مع اليمن واستطراده الى ان الصين تتعرض للحصار والعقوبات بسبب سياساتها وبسبب تايوان إلا بمثابة رسالة حول ما يمكن أن تلجأ اليه الصين في هذه المواجهة من اللجوء الى التواجد العسكري في باب المندب لحماية مصالحها او لجهة استعجال قرار فرض سيطرتها على تايوان كونها جزء لا يتجزأ من الصين ..؟؟!!!
هذا ما فعلته تطورات الميدان وهذه كانت رؤيوية الميدان حيث كان اي طرح اهداف في بداية العدوان من قبل محور المقاومة سيكون اقل مما يمكن ان تفرضه الاوضاع … فطوفان الاقصى كان زلزالا حرك كل الصراع الاقليمي والدولي حول مستقبل التوازنات .. وان جرى بطريقة ما تحقيق شيء من اتفاقات قد تبدو طريقا للاستقرار .. إلا أنّ كل ذلك لن يكون الا وهما لأن مرتكزات و قواعد ومعايير اي استقرار لم تظهر بعد ولا يمكن للوضع الحالي للتوازنات غير المتوازنة ان تفرز استقرارا لمدى مقبول على الاقل ….!!!
نحن أمام زلازل متكررة أو على الأقل هزات ارتدادية للزلزال يمكن تسميتها معركة مفتوحة بأشكال متعددة في انتظار زلازل أخرى عل طريق تحقيق توازن مقبول متعدد الاقطاب تفرزه المعركة الكبرى …؟!!!!
أمّا لجهة تقييم تحركات الرشوات الاميركية الغربية لصناعة حلول وهمية اقليميا و تحت السيطرة فللحديث صلة ….!!!!!!
علي يوسف