السبت، 04 ماي 2024

تناقض الميدان مع السقوف السياسية...! من الحرب المفتوحة الى الحرب الكبرى … مميز

23 جانفي 2024 -- 12:23:27 117
  نشر في الميثاق اليوم

يُمكن القول أنّ الحرب الدائرة الآن بين العدوانية الاسرائيلية وجودا واحتلالا ودورا وعدوانا وحشيا بربربا، إجراميا مدعوما من أميركا والغرب وبين المقاومة فلسطينية، ومحورا وضعت على الطاولة ميدانيّا، ومشاريع حلول مؤقتة ومرحلية واستراتيجية تندرج في أسقف سياسية تتراوح بين سخيفة وبين وهمية وبين تكتيكية وبين دليل عجز وصولا إلى استراتيجية غير واضحة المعالم لا من حيث المنجزات ولا من حيث التنفيذ ولا من حيث المستقبل وتداعياته الفلسطينية والعربية والإقليمية وصولا ً إلى الدولية.

 لقد اثبت الميدان رؤيويّة سيّد المقاومة في ترك تحديد السقف السياسي للميدان لأنّ ما جرى ويجري منذ طوفان الأقصى وحتى اليوم  هو بمثابة التمهيد الانتقال من الحرب المفتوحة إلى الحرب الكبرى .

فرغم أنّ العملية الفلسطينية حملت شعار طوفان الأقصى إلّا أنّ السقف السياسي الذي وضعته لها حماس وهو تبييض السجون ورفع الحصار عن غزة ووقف الاعتداءات على المسجد الأقصى هو سقف  غير واقعي وأقّل بكثير من مفاعيل ونتائج العملية  وتنقصه الرؤية  الواقعية في النظرة الى الواقع الفلسطيني الكلي   والمسار الذي كانت تشهده  القضية الفلسطينية.

مع إنّ العدوان الاسرائيلي الانتقامي الوحشي الاجرامي حمل شعارا وسقفا سياسيا غير واقعيين، أيضا وهما تحرير الأسرى بالقوة والقضاء على حماس مستلهما تجربة عام1982 ة في لبنان  من دون وعي الظروف المختلفة  ومعطيات الساحة  المختلفة   على الأقل لجهة أنّه يحاول طرد فلسطينيين من فلسطين وليس من بلد غير بلدهم ؟!

هذا الاختلاف الذي يصل حد التناقض بين الميدان وبين السقوف السياسية لا يزال ساري المفعول حتى الآن، وأكبر وأوضح إشاراته هو عدم وعي أنّ عملية طوفان الأقصى زلزلت وضربت   كامل مسار طويل يهدف إلى  تصفية القضية الفلسطينية ولم  يقتصر على عملية محدودة الحجم والتأثير .

لقد  عمل  المحور الأميركي الصهيوني الغربي  على ضرب الدول المركزية في العالم العربي وافتعال اشغالات قطرية  سياسية واقتصادية واجتماعية في كل بلد  تمنع الاهتمامات القومية، وتحدّ من القدرة على التدخلات القومية من المغرب العربي إلى مشرقه وخصوصا العراق  الذي أُغرق بأزمات متنوعة وسوريا التي ماتزال في حالة حرب منهكة  ولبنان الذي أدخل في أزمات  سياسية واقتصادية واجتماعية  تترافق مع محاولات اغراءات الترسيم والتنقيب عن النفط وكل ذلك في محاولة  لتكريس فلسطينية القضية الفلسطينية وانهاء  مُعطى أنّها  قضية عربية وتنشيط عمليات التطبيع  بما يُخرج معظم الدول العربية من أي مشروع  لمواجهة  العدوانية الاسرائيلية على الاقليم وجودا ودورا استعماريين، وكل ذلك لتوفير ظروف تسمح  بتصفية  القضية تصفية نهائية  ..

ورغم كل هذه الوقائع لا تزال الأسقف السياسية تخضع لما يُسمى مبادرات أو بالأحرى مناورات دول التطبيع الناطقة بالاقتراحات  والمبادرات الأميركية  والتي تهدف بمجملها إلى محاولة إطالة الحرب وزيادة الضغوط الناتجة عن آثار العدوان الصهيوني في محاولة لتنفيذ  الهدف الاسرائيلي المستحيل بالقضاء على حماس وتحقيق نصر للكيان الصهيوني يعيد التوازن الى مسار القضاء  على  القضية الفلسطينية بكل معانيها  لجهة تأكيد الهيمنة  الاميركية الصهيونية الغربية على المنطقة ..

لا شك بأن الميدان وحجم تطوراته في الساحة الفلسطينية و في الساحات المساندة وصل إلى مرحلة مفصلية لم تعد تنفع معها مناورات المشاريع الوهمية حتى تلك التي تُعتبر الحد الأقصى سياسيا أي مشروع الدولتين لمسخ، ويمكن القول أنّ رؤيوية الميدان أوصلتنا إلى أننّا أمام انتقال منتظر في وقت من الاوقات القريبة من الحرب المفتوحة إلى الحرب الكبرى.

ولعل هذا ما حملته كلمة سيد المقاومة في ذكرى اسبوع استشهاد القائد الحاج وسام حسن طويل(جواد) في خربة سلم.

إلاّ أنّه من الضروري القول بصراحة أنّ عدم مبادرة أي طرف إلى طرح السقف السياسي الحقيقي الراهن للميدان هو رهبة مجريات ونتائج الحرب الكبرى التي يشعر بها الجميع لما قد تكون لهذه الحرب من تداعيات ونتائج تطال الاقليم والعالم وتوازناته ومستقبله.

علي يوسف

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة