الجمعة، 22 نوفمبر 2024

ظاهرة ارتداد التقدميين… مميز

12 جانفي 2024 -- 21:50:40 154
  نشر في الميثاق اليوم

عدد كبير من اليساريين الذين كانوا على لوائح الأحزاب الشيوعية أو الاشتراكية أو ما كانت تدعى الأحزاب التقدمية تراهم اليوم وقد باتوا يوالون الغرب فكرا واعجابا ويتحدثون عن الاستعمار وكأنه نعمة قد فقدوها ويتحسرون عليها ويلومون انفسهم لأنهم كانوا في يوم من الايام يجهرون العداء لهذا الاستعمار وللولايات المتحدة الاميركية وللغرب ..!!!

 وترى هؤلاء في مجالسهم حاليا يتحدثون وبحقد عن تخلف شعوبهم وكأن التخلف صفة لنوع شعوبهم  وهو قدر محتوم   يشبه القدر الإلهي  ويلعنون الساعة التي أوجدتهم في هذا العالم والمحيط  ويتمنون لو أنهم كانوا قد وُجدوا في عالم الغرب "الحضاري "..!!

 لا شكّ بأنّ هذه الظاهرة ناتجة عن الاحباط الذي أُصيب به هؤلاء نتيجة فشلهم في تحقيق ما رفعوه من شعارات...وهم بدل ان يبحثوا عن مسؤوليتهم في هذا الفشل وعن أسباب عدم قدرتهم

على اختراق فكر وثقافة شعوبهم وعن أسباب غربتهم عن محيطهم راحوا يحملون شعوبهم  وثقافتها الدينية او القبلية مسؤولية فشلهم في ما يشبه اكتشاف غربة متأخرة عن مجتمعاتهم  ..؟! وكل ذلك يدفعهم إلى ارتداد  يحولهم من فاشلين في قيادة مجتمعاتهم إلى مواجهين  لمحيطهم ومجتمعهم وبطرق حاقدة  ..؟؟

وتراهم مثلا يروجون لعدم امكان هزيمة الكيان  الصهيوني ولعدم امكان التحرر من الغرب "المتقدم الحضاري "ويرفضون قوى المقاومة التي يعتبرون انها تأخذ المجتمع الى التخلف  للاعتبارت الايديولوجية الاسلامية  .. بل واكثر من ذلك تراهم  يشاركون الاسرائيليين خوفهم من انتصار المقاومة  …؟؟؟

والحقيقة أنّ هذا الخوف نابع من عوامل شخصية يمكن وصفها بالمرضيّة   وترتكز إلى أنّ استمرار الاحتلال وفشل المقاومة   واستمرار التبعية للغرب يُبرر لهم  فشلهم  وارتدادهم في حين ان انتصار المقاومة يجعلهم غير قادرين على تبرير فشلهم وعلى تبرير ارتدادهم حتى أمام انفسهم  …!!!!!

هكذا يتحول مجموعة كبيرة من تقدميي الأمس الى أسوأ الرجعيين حاليا ويتحول مجموعة من المناضلين لتحقيق التحرر الوطني الى داعين للتبعية والخضوع….للأسف …

علي يوسف

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة