الجمعة، 22 نوفمبر 2024

المواقف من الحرب على غزة...خذلان عربي ودعم لاتيني مميز

05 نوفمبر 2023 -- 14:13:03 310
رويترز رويترز
  نشر في الميثاق اليوم

كما تركت الأسلحة الأمريكية ندوبا على وجوه وأجساد أطفال غزة الناجين من القصف الجنوني للكيان الصهيوني على القطاع غزة، ستترك المواقف العربية الخاضعة ندبة أكبر في قلوب الغزاويين الناجين بدورهم من حرب الإبادة التي تشنها الولاية الواحدة والخمسين للولاية المتحدة الأمريكية بدعم غربي غير مسبوق قابلته صلابة ورباطة جأش غير مسبوقة هي الأخرى من سكان غزة، كيف لا و هم الذين حملوا أشلاء أطفالهم و جثامين أولادهم وودعوا أعزاء على قلوبهم حامدين شاكرين، هاتفين فداء للأقصى و فداء للمقاومة  الذين مباركين إنجازاتها في السابع من أكتوبر.

الخدلان والنكسة العربية، والمساندة الأمريكية والغربية، وبيانات التنديد والأسف و القلق الصادرة عن جامعة الدول العربية و المنظمات الأممية، علاوة على القرارات الأممية الداعية إلى وقف أطلاق النار لا التي لن تتحقق على أرض الواقع و إن حظيت بالمواقفة رغم معارضة العالم الغربي و امتعاضه، جميعها مثّلت ا خيبة لكلّ قلب حي و ضمير حرّ، لتأتي بعض نسمات الأمل من جهات غير متوقعة لا تربطها بغزة و لا أهلها غير صفة الإنسانية.

ولأنّ التاريخ يخلّد المواقف، سيُذكر في السنوات الآتية، أنّ روسيا كانت جدار صدّ في الأمم المتحدة لاعتراضها على مشروع قرار أمريكي يدين المقاومة و يعتبر ما أقدمت عليه عملا إرهابيا، و بينما كان كتوقعا من الدول العربية و الإسلامية المطبعة طرد سفرائها الصهاينة أقدمت دول لاتينية على هذه الخطوة كردّة فعل على الجرائم ضد الإنسانية المُرتكبة في غزة.

 

روسيا "جدار صد" في مجلس الامم المتحدة

لتحوزها على حق النقض الفيتو ، استخدمت روسيا هذا الحق في رفض مشروع قرار أمريكي قدمته واشنطن في الجلسة الطارئة لمجلس الأمن في 25 أكتوبر الماضي.

وجاء في مشروع القرار رفض وإدانة "اللهجمات الإرهابية الشنيعة التي شنتها حماس والجماعات الإرهابية الأخرى في إسرائيل" وكذلك أخذ وقتل الرهائن والقتل والتعذيب والاغتصاب والعنف الجنسي واستمرار الإطلاق العشوائي للصواريخ.

وأكّد القرار الأمريكي أيضا، "الحق الأصيل لجميع الدول في الدفاع الفردي والجماعي عن النفس، وعلى ضرورة امتثال الدول الأعضاء- لدى الرد على الهجمات الإرهابية- لجميع التزاماتها بموجب القانون الدولي.

الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قرارا يدعو لهدنة إنسانية فورية دائمة ومستدامة في غزة

و قد أعربت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد عن خيبة أملها بشأن استخدام كل من روسيا والصين حق النقض (الفيتو) ضد مشروع القرار الأمريكي، واصفة المشروع الذي قدمته بلادها بأنه كان "قويا ومتوازنا".

في المُقابل، قامت الولايات المتحدة الأمريكية بالاعتراض عن مشروع قرار روسي تم تقديمه في نفس الجلسة، و الذي دعا "إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية وقفا فوريا ودائما يُحترم بالكامل، وأدان بشدة جميع أشكال العنف وأعمال القتال المرتكبة ضد المدنيين".

 

وكما رفض المشروع وأدان "بشكل قاطع الهجمات الشنيعة التي شنتها حماس في إسرائيل وأخذ الرهائن المدنيين".

و"أدان أيضا بشكل قاطع "الهجمات العشوائية ضد المدنيين والأعيان المدنية في قطاع غزة التي تؤدي إلى وقوع ضحايا في صفوف المدنيين". وأدان ورفض الإجراءات الرامية إلى "ضرب حصار على قطاع غزة يحرم السكان المدنيين من الوسائل التي لا غنى عنها لبقائهم على قيد الحياة".

وبيّن جلسة أخرى، حظي مشروع العربي الذي قدمه الأردن نيابة عن المجموعة العربية بموافقة 120 عضوا في جلسة الـ27 من أكتوبر، و الذي دعا بالأساس إلى "هدنة إنسانية فورية دائمة ومستدامة تفضي إلى وقف الأعمال العدائية وتوفير السلع والخدمات الأساسية للمدنيين في شتى أنحاء غزة فورا وبدون عوائق، إلا أنّه لم يُنفّذ و بقا حبرا على ورق تماما كبيانات الإدانات العربية، في المقابل جاءت ردّة الفعل عن الجرائم المرتكبة في حق مدنني غزة من الدول اللاتينية.

طرد السفراء وقطع العلاقات

 

وكردِّ فعلٍ على المجازر الإسرائيلية في غزة، قررت وزارة خارجية دولة بوليفيا الواقعة في أمريكا الجنوبية، يوم الثلاثاء 1 نوفمبر الجاري، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع تل أبيب بالكامل ، وذلك تنديدا و رفضا للهجوم العسكري العدواني على قطاع غزة، و فقا لما جاء في بيان نائب وزير الخارجية البوليفي "فريدي ماماني".

كما اتهمت بوليفيا الكيان الصهيوني بارتكاب "جرائم ضد الإنسانية" خلال عملياتها في قطاع غزة.

ووفقا لرويترز، فقد سبق لبوليفيا أن قطعت من قبل علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل عام 2009 بسبب حرب غزة آنذاك، وتم استئناف العلاقات مجددا عام 2020.

بالتزامن مع الخطوة التي أقدمت عليها بوليفيا، قامت كل من كولومبيا وتشيلي وهندوراس باستدعاء سفرائهم في تل أبيب للتشاور، بسبب العدوان المستمر على غزة.

بوليفيا تقطع علاقاتها الدبلوماسية مع اسرائيل

و قد اتهم الرئيس الكولومبي الكيان الصهيوني بارتكاب "مذبحة للشعب الفلسطيني"، كما أعلن رئيس تشيلي غابرييل بوريتش، أن بلاده استدعت سفيرها لدى إسرائيل للتشاور، بعد انتهاكات الأخيرة للقانون الإنساني الدولي في قطاع غزة، من جهته كتب وزير خارجية هندوراس "إنريكي رينا" على منصة "إكس": "في ظل الوضع الإنساني الخطير الذي يعاني منه السكان المدنيون الفلسطينيون في قطاع غزة، قررت حكومة الرئيسة "زيومارا كاسترو" استدعاء سفير جمهورية هندوراس في تل أبيب على الفور لإجراء مشاورات".

بعض الدول العربية المُطبعة، خطت خطوات مماثلة للدول المذكورة استحسنها المتابعون للشأن العربي رغم تأخرها.

 

خطوة عربية متأخرة:

 

الأربعاء الماضي أعلن الأردن استدعاء سفيره "بشكل فوري" من تل أبيب، وأبلغ الأخيرة بـ"عدم إعادة سفيرها إلى عمّان"، وذلك في ظل استمرار العمليات العسكرية في قطاع غزة.

وفي بيان لوزارة الخارجية الأردنية، جاء أن القرار يأتي "تعبيرا عن موقف الأردن الرافض والمدين للحرب الإسرائيلية المستعرة على غزة، والتي تقتل الأبرياء، وتسبب كارثة إنسانية غير مسبوقة، وتحمل احتمالات خطرة لتوسعها، مما سيهدد أمن المنطقة كلها والأمن والسلم الدوليين".

كما شار البيان إلى أن "عودة السفراء ستكون مرتبطة بوقف إسرائيل حربها على غزة ووقف الكارثة الإنسانية التي تسببها، وكل إجراءاتها التي تحرم الفلسطينيين حقهم في الغذاء والماء والدواء وحقهم في العيش الآمن والمستقر على ترابهم الوطني".

في البحرين، قال مجلس النواب البحريني، الخميس الماضي، إن سفير الكيان الصهيوني "غادر المملكة، مقابل عودة سفيرها من تل أبيب"، إضافة إلى "وقف العلاقات الاقتصادية معها".

وأشار بيان للمجلس إلى أن هذه الخطوات تأتي "تأكيدا للموقف البحريني التاريخي الراسخ في دعم القضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، الذي أعلنه الملك في جميع المؤتمرات والمناسبات".

وبين تنديد ووعيد وقلق، يبقى الشعر الغزاوي المعزول، ضحية لعالم غير عادل يوزع الإنسانية وفقا لمعايير غير إنسانية، شهر تقريبا منذ انطلاق القصف الصهيوني على غزة وما بيد العالم كله غير مشاهدة الإبادة مباشرة على شاشات التلفزيونات في ظل العجر على كبح آلة الحرب الصهيونية ولا درء خطر التمويلات والمساعدات العسكرية الأمريكية والغربية.

مروى بن عرعار

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة