طباعة هذه الصفحة

قمة عربية بحضور زيلنسكي ورسالة من بوتين وحضور سوري بعد غياب تجاوز عقد من الزمن مميز

20 ماي 2023 -- 13:44:11 286
  نشر في الميثاق اليوم

أسدل الستار على الدورة الـ32 للقمة العربية و التي احتضنتها مدينة جدة السعودية و ترأسها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، و التي تُوجت كمثيلاتها من القمم العربية السابقة بإعلان جدة و الذي تطرق مثل كل مرّة إلى القضية الفلسطينية و ضرورة حل الصراعات الدائرة في اليمن و السودان و استقرار الأوضاع الليبية.

ولعّل ما ميّز الدورة الحالية عودة البلد المؤسس سوريا إلى الجامعة العربية بعد عقد و نيف من الغياب، علاوة على غياب الرئيس الجزائري عبد المجيد تبوّن الذي ترأس الدورة الماضية، إضافة إلى حضور الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي و القائه لكلمة أمام القادة العرب، و من ناحية أخرى رسالة يتلقاها بن سلمان من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

 

عودة سوريا وتشكيل لجنة خماسية:

أوّل مُشاركة للرئيس السوري بشّار الأسد في قمة للجامعة العربية بعد 12 سنة غياب،و قد سبق ذلك استئناف العلاقات الديبلوماسية السورية مع الدول العربية على غرار تونس، لتُتوج بإعلان عودة الجمهورية العربية السورية لحاضنتها العربية في ماي/أيار الماضي، و توجيه دعوة رسمة للأسد لحضور قمة جدّة.

الرئيس الأسد التقى عددا من الزُعماء االعرب على غرار الرئيس التونسي قيس سعيّد، و الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة.

وفي كلمته أمام القمة، قال الرئيس السوري إنّ القمة "فرصة للبحث عن العناوين الكبرى التي تهدد مستقبلنا وتنتج أزماتنا كي لا نغرق ونغرق الأجيال القادمة بمعالجة النتائج لا الأسباب والتهديدات فيها مخاطر".

وأضاف الأسد في كلمته التي أوردتها وكالة سانا السورية، أنّ "فرصة تاريخية لإعادة ترتيب شؤوننا بأقل قدر من التدخل الأجنبي وهو ما يتطلب إعادة تموضعنا في هذا العالم الذي يتكون اليوم كي نكون جزءاً فاعلاً فيه مستثمرين في الأجواء الإيجابية الناشئة عن المصالحات التي سبقت القمة وصولاً إليها اليوم."

حديث الأسد يجرنا إلى الحديث عن الغياب اللافت للرئيس الجزائري عبد المجيد تبوّن و الذي بذل جهودا كبيرة في القمة الماضية من أجل عودة سوريا للجامعة و حضور الأسد فعاليات القمة إلا أنّ عدم رغبة بعض الدول العربية في ذلك بعد مشاورات مكثفة حالت دون توجيه الدعوة للأسد استجابة لهذه الرغبة و قد طرح غياب تبون عن قمة جدة عديد التأويلات و التساؤلات.

 

غياب الرئيس الجزائري:

بالعودة إلى قمة الجزائر، يرى مراقبون أنّ تغيب الرئيس الجزائري عن قمة جدة مرّده توجيه دعوة إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، من دون التشاور مع الجزائر بصفتها صاحبة الرئاسة الدورية الحالية لمؤتمر القمة، وفقا لما كشفته مصادر جزائرية مسؤولة للعربي الجديد.

 

غياب تبون عن القمة العربية بجدة watanserb.com

كما كشفت ذات المصادر، أنّ "توجيه الدعوات، مثل دعوة زيلينسكي، كان يفترض أولاً أن تكون محل تشاور سياسي، كما أنها غير مدروسة بالنظر إلى أنه إعلان عن انحياز لطرف بعينه في صراع تعتبر العديد من الدول العربية نفسها محايدة بشأنه".

و في هذا السياق، فقد حاز حضور زيلنسكي لقمة جدة على متابعة رواد التواصل الاجتماعي خاصة مع تزامن ذلك مع توجيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رسالة لولي العهد السعودي على متا

 

 

حضور زسلنسكي و رسالة بوتين

من الممكن وصف قمة المفاجآت، ففي الوقت الذي القى زيلنسكي خطابا أمام القادة العربي، توجه الرئيس الروسي برسالة للقمة.

وفي كلمته، دعا زيلينسكي الدول العربية إلى دعم السلام في بلاده، مُعربا عن ترحيبه بالاستثمارات العربية.

زيلينسكي يصل جدة لحضور القمة العربية

كما أكّد الرئيس الأوكراني أنّ بلاده "لن تستسلم ولن تخضع لأي محتل أجنبي"، مناشدا قادة العرب "لحماية شعبنا والجالية الأوكرانية المسلمة"، لافتا إلى أنّ بلاده لم تختر الحرب ولم تنخرط في أي أعمال عدائية في أراضي دول أخرى، وتابع "نحن مجبرون على مواصلة القتال ولا أحد يوافق على تسليم أرضه".

و قبل توجه إلى السعودية، أعلن زيلنسكي عبر تويتر، أن هدفه من المشاركة بقمة الجامعة العربية هو تعزيز العلاقات الثنائية وعلاقات أوكرانيا مع العالم العربي، مشيرا إلى أنّه "سيقدم صيغته للسلام المكونة من 10 نقاط وسيسعى لإشراك أكبر عدد ممكن من البلدان، فضلا عن بحث حماية الجالية المسلمة في شبه جزيرة القرم بأوكرانيا".

و تُعدّ هذه الزيارة الأولى التي يُجريها زيلينسكي إلى الشرق الأوسط منذ بدء الحرب مع روسيا في  فيفري 2022.

في المقابل، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في رسالة وجهها إلى القمة العربية، إن تطوير التعاون بين روسيا والدول العربية على مستويات مختلفة يتوافق والمصالح المشتركة.

وأضاف بوتين في رسالته أنّ روسيا ستواصل دعمها لجهود التسوية السلمية للأزمات في السودان وليبيا وسوريا واليمن على أسس السيادة والقانون الدولي.

كما أكّد الرئيس الروسي أنّ روسيا تولي اهتماما كبيرا لتطوير علاقات الصداقة والشراكة البنّاءة مع دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

و هنا لسائل أن يتساءل هل تلعب السعودية مجدّدا دور الوساطة بين أوكرانيا و روسيا و تُدير محادثات سلام بينهما علّها تنجح في رأب الصدع بين البلدين و توقف نزيف الحرب التي مسّت مآسيها العالم أجمع.

 

 

مروى بن عرعار