إلا أن هناك لاعبا رئيسيا آخر يرمي بورقته في سوريا، هو أنقرة. فقد تعهد الرئيس أردوغان بحل مشكلة الإسلاميين غير المطواعين أو غير القابلين للتوفيق بعد. وبعبارة بسيطة، أراد التوفيق بين الإسلاميين في حركة الإخوان المسلمين والوهابيين. لكنه لم يستطع ذلك، لأن لديهم مصادر تمويل مختلفة. وهو في حاجة ماسة الآن إلى حفظ ماء وجهه. ومن الممكن أن يساعده الكرملين في ذلك.
في أوساط الخبراء، يتساءلون: طالما الأمور في سوريا تسير نحو نهايتها، فهل تكثف روسيا جهودها في ليبيا؟
أين تكمن أسباب انتصاراتنا في سوريا؟ ليس في إبقاء بشار الأسد على رأس السلطة، ولا في أن دمشق أقدمت على إصلاحات ديمقراطية. فنجاحنا الأهم، يتمثل في أن الناتو لم يعد يستطيع التصرف على هواه. أما في ليبيا، فأعتقد بأننا لن نستطيع ترسيخ نجاحنا.
لنتخيل أن نتمكن من التوفيق بين اللاعبين الرئيسيين في ليبيا، أي إيطاليا وفرنسا ومصر وتركيا. سيكون أمرا طيبا أن نتمكن من ذلك، والمحاولة واجبة. لكن لدى الأوروبيين وجهات نظرهم الخاصة حول تطور الوضع، كما أن تركيا ومصر لا تتفقان. فأنقرة، تسعى إلى إيصال جماعة الإخوان المسلمين إلى السلطة، فيما القاهرة يناسبها أي كان سواهم. ومن المهم، بالنسبة للإيطاليين، أن يتحقق السلام في ليبيا وفق شروطهم. في حين لدى الفرنسيين وجهة نظرهم الخاصة في ذلك. أما الأمريكيون فحصلوا على كل ما أرادوه: لم يعد للجماهيرية وجود، والليبيون يقترضون من البنوك الأمريكية، وواشنطن، عموما، غير مبالية بما سيحدث في تلك المنطقة. في حين أن لموسكو مصلحة في إحلال السلام في ليبيا، لا أكثر.