كل ثورة في تاريخ الأمم، وكل جريمة في حياة الأفراد إنما تَمُتُ، بسببٍ قريبٍ أو بعيدٍ إلى الجوع، وهذا ما سبب ثورة الربيع العربي بسبب البطالة والفقر والجوع والظلم؛ والتي ركبت موجتها الولايات المتحدة الأمريكية ومن ورائها إسرائيل، وبسرعة البرق تخلت الولايات المتحدة عمن كانوا أكبر وأفضل حلفاء لها بالأمس القريب من زعماء وحكام المنطقة، كالرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، ومعمر القذافي، فقصفوا موكبهُ وقتلوه، وخدعوا الرئيس الراحل صدام حسين رحمه الله وأغروه باحتلال الكويت تم احتلوه بلده وأعدموه، وضحوا بالرئيس اليمين على عبد الله صالح وبالرئيس زين العابدين بن علي والقائمة تطول.
كل هذا يدلل بما لا يدع مجالاً للشك بآن سياسة البيت الأبيض هي سياسة الغدر، ويجب على الزعماء العرب عدم الوثوق بواشنطن مطلقًا، فلقد كان الرئيس حسني مبارك الحليف الأكبر والأهم لواشنطن في الشرق الأوسط لسنوات طويلة، ومع ذلك فلم يحترم الأمريكان هذا الأمر وأسهموا في الإطاحة به بصورة مهينة، أما القذافي فقد تخلى عن برنامج تطوير الأسلحة غير التقليدية، وحارب الإرهاب، وتعاون مع الغرب وكان شرطيًا أمينا لهم على البحر المتوسط، ومع ذلك فلم يعرفوا له هذا الجميل، وقادوا حملة الإطاحة به، وأسهمت أمريكا في عثور من أسموهم الثوار الليبيين عليه بشكل أو بآخر وقتلوه.
وفي سوريا كاننت اميكا دعمت كل من تركيا والاكراد السوريين لتدمير سوريا ونهب ثرواتها لكن عندما انتهت مهمتهم سارعت الى القضاء عليهم فسلطت العقوبات على الاقتصاد التركي وتخلت عن الاكراد والقت بهم في المحرقة التركية ومن قبلهم تخلت عن الدواعش الذي جلبتهم من كل البلدان للقيام بالجزء الاكبر من تدمير سوريا.
وفي العراق أيضا انتهى الامر بالسنة الذين تحالفوا مع امريكا لاسقاط الرئيس صدام حسين مطاردين في بلدهم بعد ان تخلت عنهم والقت بهم الى الكتائب الشيعية حين تغيرت المعادلة في ذلك البلد.
اليوم هناك ما يشبه الصحوة وبدأ العرب يبحثون عن حليف آخر يقدم لهم يد العون ويوفر لهم الاستقرار ولكنه مخطئٌ من يعتقد منهم أن إسرائيل ستحميهم من غدر أمريكا لأنهم يعتمدون السياسة نفسها، لا فرق بينهم فالصهيونية وأمريكا لا فرق بينهما.