الواقع أن الوضع وصل إلى درجة من السوء والإنحطاط إلى حدّ لا يمكن معه التفكير حتى في مجرد مساندة هذا الشق أو ذاك،لقد أصبنا بالقرف من هكذا مسؤولين،فجميعهم يتلاعبون بالدولة ورهنوا قرارها لدى أطراف معادية داخيا وخارجيا،وجميعهم لا علاقة لهم لا بمصلحة المواطن ولا الوطن،وربما يكون الظرف مواتيا للمطالبة بانتخابات تشريعية ورئاسية سابقة لأوانها..ماذا يمكننا أن نخسر كشعب ؟أن يفوز فيها الاسلامييون أو مرشحيهم ؟
وإن يكن.. ما المشكل إن صوت لهم الشعب ؟فليتحمل كل مسؤوليته.
ولننهي هذا التوافق المغشوش المفروض دوليا والمخالف لإرادة الناخبين من الطرفين،تونس محكومة حاليا من قبل السيد راشد الغنوشي وحركته علنا وفي وضح النهار،وهو يتخذ من رئيس الجمهورية ومن رئيس الحكومة ومن الحكومة والبرلمان والمؤسسات الدستورية رهائن بالمعنى السياسي لديه..
ماذا يمكن أن نغير بالانتخابات ؟على الأقل..ستسمح الإنتخابات للشعب إما من تأكيد خياره وإقرار الأمر الواقع ومن إفراز من سيحكم تونس للسنوات الخمس المقبلة..وإما بتبني خيارات أخرى قد لا نكون على علم بها في يومنا هذا.. تنتج شيئا مختلفا،فالمهم أن لا تترك تونس هكذا رهينة لخلافات عائلية وحسابات سياسوية ولصفقات تحت الطاولة.
لعل التونسيون يكونوا قد فهموا الدرس جيدا هذه المرة،ويتمكنون من أن يفرزوا لنا أغلبية واضحة تحكم وتتحمل مسؤولياتها علنا وأمام التاريخ.
ماذا سنخسر ؟وفي النهاية...ما هي تلك المكتسبات أو البرامج العظيمة التي ستلغى ولن تطبق والتي سيتأذى البلد من الغائها لو جرت انتخابات سابقة لأوانها ؟
سامي بن سلامة