إذ تم وضع كاميرات مراقبة أثناء وجود الآباء مع أطفالهم، لملاحظة سلوك بعض الآباء من تفاعل، وليس المقصود بالتفاعل اللعب فقط، إذ لم يكن الأطفال تعدت أعمارهم الثلاثة أشهر بعد، وفي غضون أول عامين من حياة الطفل يُمكن للآباء ممارسة أنشطة أخرى مع أطفالهم مثل قراءة الكتاب.
ليعرض الباحثون الأطفال إلى سلسلة من الاختبارات المعرفية، من بينها محاولة فهم كتاب ما من خلال التعرف على الأشكال والألوان، وأوضحت النتيجة الأولى أن الأطفال الذين حصلوا على أفضل أداء -بغض النظر عن كونهم ذكوراً أو إناثاً- هم أولئك الذين قضوا وقتاً أطول مع آبائهم منذ أشهرهم الأولى.
هذا، وأكد كبير الباحثين في الدراسة، البروفيسور بول رامشانداني، أنه حتى في وقت مبكر جداً كما هو الحال في الثلاثة أشهر الأولى من حياة الطفل كلما زاد التفاعل بين الأب والابن أتى ذلك بنتائج إيجابية ملحوظة بعد عامين، بحسب تصريحاته إلى موقع هيئة الإذاعة البريطانية BBC.
ولا يكفي فقط قضاء بعض الوقت مع الأطفال، بل الأهم قبل كل شيء هو سلوك الأب وحالته الذهنية والنفسية، وذلك لأن الأطفال الذين قضوا أشهرهم الأولى من الحياة مع آباءٍ وأمهاتٍ يشعرون بالاكتئاب والانطواء، حصلوا على أدنى درجة في ذلك الاختبار.
من جانبها، قالت الباحثة فايشتا سثنا من كلية King's College في لندن: "لاحظنا أن الأطفال الذين يتفاعلون خلال جلسة القراءة مع أب حنون وهادئ ومطمئن، هم من يظهر عليهم عند عمر السنتين المزيد من التطور في السلوك، وزيادة المهارات اللغوية والقدرة على حل المشاكل".
وما نستنتجه من هذه الدراسة أهمية أنشطة القراءة لأنها تساعد الأطفال على تنمية مهاراتهم وذكائهم، والأهم من ذلك هو أهمية وجود أب يتفاعل بشكل إيجابي مع أطفاله.