وربما أبرز ما يخفى على العالم أنّ أصل صاحب فكرة العيد نفسه ينحدر من رقعة الدول العربية وتحديداً من شمال إفريقيا.
يعتقد أن يوم الحب والذي يصادف 14فيفري اتخذ اسمه من أحد القديسين لكن لا يوجد إجماع حاسم على هويته، فالكنيسة الكاثوليكية مثلا تعترف بالعديد من القديسين، الذين يحملون اسم فالنتاين أو فالانتينوس، جميعهم لهم قصة باليوم العالمي.
تخبرنا فصول من التاريخ أنّ الإمبراطور الروماني، كلاوديوس الثاني، قرر في القرن الثالث منع زواج الشبان حتى يتفرغوا للانضمام إلى جيشه، لكنَّ كاهناً يدعى فالنتاين تحدى القرار غير المنصف، وقرر المباركة السرية لزواج أي عاشقين يطلبان ذلك، مما أفضى إلى إعدامه بعد أن تم كشف أمره.
لكن هناك أيضاً "فالنتاين" آخر، تقول الروايات إنه كان يحمي المسيحيين أثناء حملة الإمبراطور التي كانت تستهدفهم.
وتقول روايات أخرى إن واحداً من "الفالنتاين" وقع في حب ابنة سجّانه، وقبل إعدامه أرسل إليها بطاقة مكتوباً عليها عبارة معدلة تستخدم على نطاق واسع هذه الأيام على بطاقات المعايدة وهي "كن فالنتايني".
من أصل أمازيغي
أما البابا الذي أعلن تاريخ الرابع عشر من كل فيفري عيداً للحب فهو البابا جيلاصيوص الأول، ثالث أساقفة روما من أصل أمازيغي.
علماً أنّ بعضاً من البابوات والأساقفة والقديسين في تاريخ الكنيسة ينحدرون من المنطقة الحدودية بين تونس والجزائر الآن. وهناك منهم من وصل مرتبة القديس وهو سانت أغسطين.
ويشير أرشيف الكنيسة الكاثوليكية إلى أنّ جيلاصيوص الأول يعود أصله إلى مقاطعة أفريكا– تونس حالياً التي سمّاها العرب لاحقاً إفريقية.
و نقلت العربية نت أن مستشرقين ومؤرخين أجمعوا على أنه من مواليد غرب تونس اليوم، وتحديدا في مدينة الكاف حالياً، التي أسسها الأمازيغ، والتي كانت تعيش ازدهاراً زمن كانت تتبع الإمبراطورية الرومانية، وتعرف بسيكا فينيريا نسبة لفينوس إلهة الحب والجمال.
وتعد قبيلة جلاص إحدى أكبر القبائل الأمازيغية، التي سكنت عدة أنحاء من ليبيا وتونس، كما تعرف بأنها إحدى أكبر القبائل حيث تعيش الآن وسط البلاد التونسية انطلاقا من مدينة زغوان حتى معقلها الحالي محافظة القيروان التاريخية.
ويعتقد أنّ جيلاصيوص الأول هو من أخذ معه إلى روما طقس مهرجان الخصوبة المعروف باسم "لوبركاليا"، الذي يتم فيه التضحية بقربان يكون عادة عنزة يتم استخدام جلدها لضرب أجساد النساء بما يعزز قابلية حملهن في العام المقبل.
ويتضمن الطقس الأسطوري كتابة النساء أسماءهن، بحيث تجري عملية قرعة يتم فيها تحديد هوية من سيكون رفيقها خلال العام القادم.
لكن هناك رواية أخرى تفيد بأنّ جيلاصيوص قرر أن يكون الاحتفال إحياء لذكرى القديس فالنتاين، الذي تم إعدامه في يوم صادف الرابع عشر من فيفري وهناك الكثير من التفاصيل حول فالنتاين، والتي يصل بعضها حد التضارب، وهو ما دفع الكنيسة الكاثوليكية الرومانية إلى محو اسمه عام 1969 من التقويم الليتورجي المعتد من قبلها.