وبلغ إجمالي عدد القطع التي عثر عليها 15 قطعة من بينها أجزاء من تيجان أعمدة رخامية ذات نقوش ويصل طول أحدها إلى نحو ثلاثة أمتار، بالإضافة إلى حجر أساس يحمل رمزا يونانيا للسيد المسيح.
وفيما لا يزال التنقيب مستمرا، قال جمال أبو ريدة، المدير العام لوزارة السياحة والآثار: "نحن نتوقع أن يكون هذا المكان عبارة عن كاتدرائية أو كنيسة تعود لفترة الحكم البيزنطي في فلسطين، حيث شهدت تلك الفترة اهتماما كبيرا بإقامة الكنائس في قطاع غزة".
وقدر أبو ريدة أن الآثار التي عثر عليها تعود لما بين عامي 395 و600 ميلادية، وجزم أن للمكان مكانة تاريخية عظيمة.
وكانت غزة إبان العهد الروماني ميناء بحريا مزدهرا مع مزيج من السكان اليونانيين والرومان واليهود والمصريين والفرس، حيث دمرت المعابد الوثنية في نهاية القرن الرابع وبداية القرن الخامس الميلادي وبدأ التوسع في بناء الكنائس، إلى أن فتح عمرو بن العاص غزة في 637 ميلادية فتبع معظم السكان الديانة الإسلامية.
وجرت عمليات التنقيب في ميدان فلسطين تحت أنظار العديد من السكان لكون المكان منطقة تجارية مزدحمة بوسط غزة، حيث لا يبعد الموقع كثيرا عن سوق التوابل القديم بالقرب من المسجد العمري العتيق الذي بني قبل نحو ألف عام، وبجانب كنيسة القديس برفيريوس التي تعود للقرن الخامس الميلادي. وتم التقاط العديد من الصور للقطع الأثرية المستخرجة.
وقد اكتشفت هذه القطع من قبل عمال البناء وهم يمهدون لإقامة مركز تجاري، حيث قال أبو ريدة :" ربما وجب وقف تحضير الأساس لإقامة المركز التجاري إذا كشف التنقيب عن مزيد من القطع، ومهمتنا تكمن في الحفاظ على التاريخ الفلسطيني قبل الإسلام وبعده".
وأضاف: "هنالك اكتشافات عديدة ظهرت خلال السنوات القليلة الماضية ولكن نقص التمويل قلل من قدرات الوزارة على استخراج المكتشفات، بحيث تضم الوزارة 40 عامل حفر فقط، والمكان مساحته 2000 متر مربع وبعمق عشرة أمتار وهذا الأمر يتطلب مئات العمال وملايين الدولارات".
تجدر الإشارة إلى أن غزة كانت تشكل نقطة تجارية هامة للمصريين والفلسطينيين والرومان والصليبيين على مدى آلاف السنين، حيث توجد آثار لحصار الاسكندر الأكبر المقدوني للمدينة ولوصول الجيوش الإسلامية قبل نحو 1400 عام.