قبل 11 شهرًا عاش المصريون لحظات عصيبة عانوا منها بدءًا من الساعات الأولى من صباح الأحد، في الـ 11 من ديسمبر الماضي، حينما تعرضت الكنيسة البطرسية بالعباسية، الملاصقة للكاتدرائية، لتفجير انتحاري أسفر عن استشهاد 26 شخصًا وإصابة 53 آخرين، لكن القدر كرر مآسيه مجددًا منذ يومين بمسجد الروضة.

305 شهيدًا و128 مصابين خلفهم تفجير مسجد الروضة بشمال سيناء، وهي الواقعة التي اختلف فيها الزمان والمكان، وتبدلت فيها هوية المستهدفين عما كان عليه الحال في الكاتدرائية، رغم ذلك تشابهت الحادثتين في أمور عدة.

يستعرض "المصري لايت"، في التقرير التالي، 6 مشاهد مشتركة بين حادثتي الكاتدرائية ومسجد الروضة.

6. وقت الصلاة

في صباح الأحد، 11 ديسمبر 2016، تأهب المسيحيون لأداء صلاتهم الأسبوعية بالكنيسة البطرسية، في أجواء سادتها السعادة لقرب احتفالات عيد الميلاد آنذاك، وسط أصوات التراتيل التي تعلو بجئ المصلين، لكن تغيرت الصورة تمامًا بعد الساعة العاشرة والنصف، عقب أن فجر انتحاري نفسه، لتكسو أصوات الصراخ والعويل المشهد.

الحال لم يختلف مع المسلمين منذ يومين، حينما تأهبوا لأداء صلاة الجمعة بمسجد الروضة بمدينة بئر العبد، وخلال إلقاء الإمام محمد رزيق للخطبة سمع المصلون دوي انفجار شديد، قبل أن يُفاجأوا بإطلاق مسلحين الأعيرة النارية عليهم بشكل عشوائي.

5. الأطفال

لم يسلم الأطفال من نيران الإرهابيين في كلتا الحادثتين، إذ أعلنت وزارة الصحة والسكان، في أعقاب تفجير الكاتدرائية، عن بلوغ عدد المصابين 53 حالة، معظمهم من السيدات والأطفال.

نفس الحال أكده محافظ شمال سيناء اللواء عبدالفتاح حرحور، كاشفًا لفضائية «الغد»، عن تعرض أطفال لإصابات خلال هجوم المسلحين على مسجد الروضة.

4. المولد النبوي

يبدو أن الإرهابيين ينتظرون قرب حلول المولد النبوي الشريف لارتكاب جرائمهم، فالهجوم على الكاتدرائية سبق احتفال المسلمين بهذه المناسبة، ما أجبر الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، على إلغاء الاحتفالات كافة تضامنًا مع المسيحيين.

نفس التوقيت انتظره الإرهابيون لتنفيذ هجومهم بمسجد الروضة، خاصةً وأن المولد النبوي الشريف سيكون في الأول من ديسمبر المقبل، أي قبل أسبوع من الاحتفال به

3. الأزهر والكنيسة

تضامن وحزن أبدته المؤسسات الدينية المصرية على حد سواء في الحادثتين، إذ أدانت مؤسسة الأزهر الشريف، وعلى رأسها الإمام الدكتور أحمد الطيب، تفجير الكاتدرائية.

فيما أبدت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وعلى رأسها البابا تواضروس، وقوفها مع كافة أطياف الشعب المصري، مع إدانة ما تعرض له المصلون بمسجد الروضة، على الجانب الآخر دقت مختلف الكنائس أجراسها تضامنًا مع المسلمين.

2. داعش

بعد يوم من تفجير الكاتدرائية تبنى تنظيم داعش الإرهابي الهجوم في بيان أصدره، مع تهديد الأقباط بمزيد من الهجمات في أي وقت، وبعد فترة بثت مقطع فيديو ظهر فيه الانتحاري، محمود شفيق محمد مصطفى الشهير بـ«أبودجانة الكناني»، والذي سبق وأن حددت هويته الأجهزة الأمنية المصرية، وهو يلقي كلمة قبل تنفيذه للعملية.

ورغم عدم تبني التنظيم، حتى الآن، الهجوم على مسجد الروضة، إلا أن الشكوك تحوم حوله، خاصةً وأنه هدد الصوفيين في أكتوبر من العام الماضي، حينما نشرت مجلة «النبأ» الصادرة عنه: «نقول لجميع الزوايا الصوفية شيوخًا وأتباعًا في داخل مصر وخارجها، إننا لن نسمح بوجود طرق صوفية في سيناء خاصة، وفي مصر عامة»

1. التعويضات

عقب الكارثتين سعى المسؤولون إلى تعويض المتضررين ماديًا جراء ما أصابهم، وهو ما اتخذته وزيرة التضامن الاجتماعين غادة والي، بصرف 100 ألف جنيه لكل لأسرة كل متوفي، و40 ألف جنيه للمصاب، وذلك بعد تفجير الكاتدرائية.

على الجانب الآخر أصدر الرئيس عبدالفتاح السيسي قرارًا بصرف 200 ألف جنيه لأسرة كل شهيد، و50 ألف جنيه لكل مصاب في حادث مسجد الروضة، في حين أقرت وزيرة التضامن بصرف 10 آلاف جنيه لذوي المتوفين كمصروفات عاجلة لإقامة الجنازات.

المصدر:موقع المصري اليوم لايت