وقد أصبح مضمون رسالة الوداع، التي حررها أوباما قبل عشرة أشهر في متناول وسائل الإعلام، حيث يهنئ خلفه دونالد ترامب بفوزه في الانتخابات الرئاسية، ويؤكد أن "الجميع ليسوا محظوظين مثلنا، لذلك فإن خلق فرص جديدة للمساعدة في تحقيق الحلم الأمريكي لكل طفل وكل عائلة، التي تعمل بجد هو في أيدينا".
وبحسب رأي أوباما، فإن "زعامة أمريكا هي جزء لا يتجزأ من العالم المعاصر، وعلينا قولا وعملا دعم النظام العالمي، الذي نشأ بعد انتهاء الحرب الباردة، والذي يعتمد عليه أمننا ورفاهيتنا".
وذكَّر أوباما خلفه قائلا: "نحن نشغل منصب الرئاسة لفترة معينة. وهذا يجعلنا حماة للمؤسسات الديمقراطية والقيم التي قاتل من أجلها أجدادنا وضحوا بحياتهم: سيادة القانون، الفصل بين السلطات، الحقوق المدنية والحرية". وبحسب رأيه: "بغض النظر عن التعديلات اليومية في المصالح السياسية، علينا الحفاظ على هذه المؤسسات الديمقراطية، على الأقل كما تسلمناها". وينصح أوباما خلفه في نهاية الرسالة بضرورة إيجاد الوقت للأصدقاء والعائلة.
وتجدر الإشارة إلى أن رسالة الوداع، التي تركها أوباما، كانت أوسع وأشمل من تلك التي تركها له جورج بوش الابن عام 2009، ومن التي تركها بيل كلينتون لجورج بوش الابن عام 2001. فقد تضمنت رسالة جورج بوش الابن تهنئة قصيرة، وإشارة إلى أن "القليلين فقط يمكنهم إدراك مستوى المسؤولية وعدد أقل يعون أبعاد هذه اللحظة المؤثرة والمسائل التي يجب حلها". وأضاف أنه بغض النظر عن "المواقف المعقدة وغضب النقاد وخيبة أمل "الأصدقاء"، لديكم الله القدير، الذي سوف يشجعك، وهناك أسرتك التي تحبك والبلاد التي سوف تدعمك وأنا من بينهم".
أما بيل كلينتون فكتب في رسالة الوداع، التي تركها لجورج بوش الابن عام 2001: "أنت محظوظ مثلي لقيادة البلاد في عصر التغيرات العميقة التي هي في معظمها إيجابية، ليس فقط في دور الحكومة بل وفي طبيعة الأمة". وأضاف كلينتون: "أنت تقود شعبا طموحا فاضلا وجيدا... والعبء الذي تحملونه كبير وثقيل، ولكنه عادة ما يضخَّم. ومن الصعب وصف السعادة التي ستشعر بها عندما تحقق ما تؤمن به وتعدُّه صوابا".